السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

عَش اليوم لتقاتل غداً

عادل فهمي
..خيط رفيع بين الحق والانتقام ،، وها نحن نحيا في عصراً يحكمنا فيه اللئام ،، وأضحينا نرى قوتنا فقط في المنام ،، هل تعتقد أن الشر موجود ؟؟
بين الفينة والأخرى تراودنا الأحلام ،، ومنا من يقلل منها ويصفها أوهام ،، والبعض يخطو خطواته للأمام ،، غير مبالياً بكونها أوهام ،، فها هو يسعى مدججاً بالآمال ،، لا ينظر أبداً للوراء فطريقه إلى الأمام ،، فمن طلب العلا يعلو ولو بعد حين ،، ومن طلب العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المستحيل ..

جلس ووالده يتحاوران ،، فسأل والده هل تعتقد أن الشر موجود ؟؟
فأجابه ،، يا بني بسيفك يعلو الحق والحق أغلب ،، والناس بالأخلاق يبقى صالحهم ،، رويداً رويداً بالكد تبنى الأوطان ..
فتعجب صاحبنا ،، وأصابه الذهول ،، فنظر له والده ،، وأبتسم لعله يمسح ما بداخله من هموم ،، وقال له يا بني أن الحياة حلوة لكن تملئها الهموم ،، لحظات نضحك لكننا نبكي إذ زادت الهموم ،، وحذاري أن تدفعك همومك إلى اليأس ،، فاليأس بداية الإنكسار ،، فالخيط رفيع بين الصراحة والوقاحة ،، وما عليك إلا أن تبحث عن المعيار ،، وارد أن تحب وتجد ممن تحب لحظة فيها انتقام ،، فحذاري يا بني من الانكسار ..

نتعرض يومياً للكثير من المشكلات ،، وتتقاذفنا الدنيا بين الفينة والأخرى من أفراح باتجاه الاطراح ،، فما علينا إلا أن نُكسر حواجز اليأس ،، لندمر شعور الانكسار ،، فبأيدينا تتحقق الأحلام ،، فالرجال لا يعرفون ما هو المحال ..
الحق يقابله التزام ،، ولطالما ألتزمت بواجباتك فلا تتكاسل في المطالبة بحقوقك ،، فما ضاع حق وراءه مطالب ،، لكن كيف تتم المطالبة بالحقوق ؟؟
تخيل أن حياتك رحلة عبر القطار ،، وحذاري أن تعتقد أن حياتك بيد سائق القطار ،، فعندئذ ستكتشف بأن دوام الحال من المحال ،، فاليوم أنت هنا وغداً أنت هناك ،، فلتتعلم وتتألم ولتدرك الأحداث ..
سأحكي لك حكاية تُكرس بداخلك مفهوم الفداء ،، شباب خرجوا من بيوتهم لا ينظرون للوراء ،، يبحثون عن فكرة التوازن والعدل والأنصاف ،، نظر إليهم البعض وقالوا أبداً لن نشارك في هذا الهراء ،، فأطلقوا عليهم وابلاً من الشتائم ووصفوهم بالعملاء ،، فأستغل فقهاء السلطان ذلك وقالوا إنا للدين فداء ،، ونادي السلطان حراسه وصاح فيهم أقتلوا هؤلاء الجبناء ،، فصمدوا وثبتوا وقرروا فتح صدورهم فأبداً لن يعودوا للوراء ،، فمات منهم من مات والبقية قرروا ألا يعودوا للوراء ،، وهنا كانت الإشكالية أنهم جميعاً يؤمنون بفكرة الفداء ..

خيط رفيع بين الحياة والانتقام ،، وها نحن نحيا في دنيا تأخذك كل يوم إلى مكان ،، وكل يوم تتعلم فيها درساً ،، وها أنا أخبرتك اليوم عن فكرة الفداء ،، فما بين الحياة والموت لحظة ،، فلنحيا فيها رجال ..
ونادي عليه ،، يا بني الشر موجود ،، لكن بسيفك يعلو الحق والحق أغلب ..
فأجابه ،، علمتني في الماضي كيف أدير حياتي وكيف أكون صبوراً ،، واليوم علمتني فكرة الفداء ،، لكن يا والدي أتدري أنك علمتني للمستقبل ما لم يعلمني إياه غيرك ..
فسأله والده ،، وماذا تعلمت يا بني ؟؟
فأجابه ،، عَش اليوم لتقاتل غداً !

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

خراب فلسطين

اعتذار ومحبة إلى فلسطين.. للكاتبة نجمة عمر علي

بقلم: نجمة عمر علي بالنيابة عن شعبي وبالنيابة عن تراب وطني، أعتذر منك يا فلسطين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *