ولما جاءوا لقتلي .. كنت وحيداً ولم أفعل شيئاً ..

عادل فهمى
..وحين أشرقت الشمس ،، خرجوا من ديارهم ،، فوجدوه جالساً على أحد الأرصفة أمامهم ،، باسطاً يداه للطير لا يبالي نظراتهم ،، فأقتربوا منه قليلاً وهو لا يشعر بوجودهم ..
فسألوه ماذا تفعل ؟؟
فنظر إليهم باحتقار ،، وبدء يتكلم وإياهم بأفتخار ،، فسألهم لما أتيتم بالكلام قبل السلام ؟؟
نظروا لبعضهم وأعتذروا ،، وسئلوه ما هذا الرداء ؟؟
فأجابهم ،، ما أكثر كلامكم وأقل إكرامكم لضيوفكم ..
سألتموني عن ردائي ،، ولم تسألوني هل أتممت غذائي ؟؟ ،، وتابع فلتتجاهلوا أمر الرداء ،، ولتسألوا أنفسكم عن الداء ،، وهل ينمو الجسم من دون غذاء ؟؟ ،، وهل يومياً تتناولون وجبه عشاء ؟؟ ..
–
التجريد ضرورة ثورية
يرى البعض أن التجرد هو البعد عن الحياة والناس ،، ويعيبون عليه إفتقاره للواقع والصواب ،، ويصفونه بأنه مضيعة للجهد والوقت ،، في حين أن التجرد هو اشتقاق المفاهيم من خلال استخدامها ،، فالتجرد يعني النزع ،، كما أنه يدل على العزل ،، في حين أن مفهومه يمكن إدراكه من خلال الخلو ..
فالتجريد يعني عزل المبدأ عن كل الظروف ،، وخلو المصلحة من الاعتبارات الشخصية ،، ونزع القاعدة فئة دون أخرى ،، فالتجريد يعني مخاطبة الأشخاص بصفاتهم ولوقائع بصفتها ،، فالمبدأ يطبق على كل من توافرت فيه شروط تطبيقه ..
سُئل صاحب المال ،، من أين لك المال ؟؟ ،، قال لهم بعت ما أُنتج بالأموال ،، فسألوه ومن أنتج ما تُنتج ؟؟ ،، فأجابهم العمال ..
فالتجريد لا يعني تعقيد الواقع البسيط ،، بل على العكس هو تبسيط الواقع المعقد ..
–
المقاومة ليست إرهاب
–
الظلم ظلمات ،، ولن نستثني أحداً من العباد ،، فمنهم من أستغل سطلته وقوته في ظلم العباد ،، ومنهم من أستغل نفوذه ومكانته فضاعت البلاد ،، وأستشرى الفساد ،، وفُرض علينا أن نقاوم ..
المقاومة ليست إرهاب ،، وبادئ ذي بدء فلتوضحوا لنا ماهية الإرهاب ،، ولتكشفوا علاقة الإرهاب بظلم العباد ،، ولتتحدثوا عن كل فاسد في تلك البلاد ،، ولتشرحوا لنا كيف نقاوم ولا تصنف أفعالنا بالإرهاب ..
الحق بلا قوة ضعف ،، والقوة بلا حق ظلم ،، والإستسلام لليأس لا يعرفه الرجال ،، وحين ضاقت بهم الطرقات لجؤوا إلى العنف ..
أقبلت الشدائد بجنودها ،، والدهر يأتي من بعدها ،، وظلي يسعى في ظلامها ،، وهم كالقرية الظالم أهلها ،، فنظرت إلى السماء لعلي أرى ما فوقها ،، ورفعت يدي بالدعاء لعل الإله ينقذ من لازالوا بها ..
–
لا تحاولوا خداعنا ،، فلسنا أوغاد
–
سبحانه يأتي الحكمة من يشاء ،، ولكن ماذا عن تكرار الأخطاء ؟؟ وماذا عن الإستضعاف ؟؟ ،، جميعهم أصابهم إحباط ،، وأصبح يميزنا التسرع في إتخاذ القرارات ،، ونندم على الماضي ونغني الأهات ،، فأهملنا نقاط القوة ولم يعد لنا بصمات ،، وهم رفضوا التغيير ونحن نطارد السراب ،، أصابهم الغرور ونحن لنا الضربات ،، يوسوس المجنون ونحن لنا الصفعات ..
أقوال بلا أفعال ،، نردد يومياً سنكون يوماً ما نريد أن نكون ،، ولكن ماذا عسانا أن نكون ؟؟ وهل نفعل لكي نكون ؟؟ وهل نفكر كيف سنكون ؟؟ ،، للأسف رحلتنا بدأت ونحن لا نعلم ماذا نريد أن نكون ..
فقدنا الحماس بسبب غياب المحفزات ،، وتملك الإجهاد من أجسامنا لأننا نسعى للمال ،، فأصابنا التشاؤم لكثرة الفساد ،، وأضحينا نضخم الوجع لتزايد النقص في لحظات السعادة ،، فنحن نسعى في طريق الفشل بعد أن تملك منا الوجع ..
–
لا زالوا على حالهم ،، ولم يذهبوا لعملهم ،، وظلوا ينظرون لبعضهم ،، وهو جالس وهم من حوله واقفون ،، فنظر لهم وهم ينظرون ،، وقال لهم وهم صامتون ،، أتبنون بكل أموالكم بيوتً فيها تنامون ،، وتتخذون القصور لعلكم تخلدون ،، وإذا بطش فيكم جبار نراكم هاربون ،، وبعدما تجوعوا لربكم تنظرون ..
نظروا لبعضهم وقال أحدهم ،، أتركوه إنه لمجنون ..
قال بلى ،، قتلوا جاري ولم أقل شيئاً ،، وقتلوا أهل بلادي ولم أقل شيئاً ،، ولما جاءوا لقتلي ،، كنت وحيداً ولم أفعل شيئاً ..