
كتبت: سارة العباسي
يمضي الاحتلال الإسرائيلي بخطوات متسارعة نحو تنفيذ مخططه الرامي للسيطرة على مدينة غزة، حيث أعلن جيشه أنه سيبدأ اعتبارًا من الغد في توفير خيام إيواء لسكان المدينة بهدف نقلهم قسرًا إلى جنوب القطاع، تحت ذريعة إبعادهم عن مناطق القتال. هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع تصريحات لرئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، الذي شدد على أن إسرائيل ماضية في خيار احتلال قطاع غزة إذا لم تُحرز المفاوضات بشأن الرهائن أي تقدم.
وبحسب قناة “آي 24” الإسرائيلية، فإن برنياع يجري حاليًا زيارة إلى قطر لبحث إعادة تفعيل محادثات وقف إطلاق النار، مؤكداً للوسطاء أن قرار مجلس الوزراء بشأن احتلال غزة “ليس مجرد حرب نفسية، بل تهديد جدي” حال تعثرت المفاوضات.
ميدانيًا، تتواصل المأساة الإنسانية في القطاع مع تزايد حصيلة الشهداء والجرحى بشكل يومي. فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفع إلى 61,897 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد المصابين 155,660، في ظل استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض وعجز طواقم الإنقاذ عن الوصول إليهم.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، وصلت إلى مستشفيات غزة جثامين 70 شهيدًا، بينهم ثمانية جرى انتشالهم من تحت الركام، إضافة إلى 385 مصابًا. كما ارتفعت حصيلة الشهداء منذ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي إلى 10,362 شهيدًا، مقابل 43,619 جريحًا.
وفي مشهد يعكس قسوة الظروف الإنسانية، سجلت المستشفيات 26 شهيدًا و175 إصابة بين من كانوا بانتظار المساعدات، لترتفع حصيلة “شهداء لقمة العيش” إلى 1,924 شهيدًا و14,288 مصابًا منذ بداية العدوان. كما رصدت الطواقم الطبية 11 حالة وفاة جديدة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم طفل، ليبلغ العدد الإجمالي للضحايا جراء المجاعة إلى 251، منهم 108 أطفال، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة تضرب القطاع المحاصر.