عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
بقلم: أحمد زكي
دعتني الظروف إلى التوجه إلى سوق العتبة لشراء قطعة غيار لا تتوفر إلا في هذه الأسواق، ونظرًا لازدحام الطرق المؤدية إلى هذا المكان فقد اضطررت للذهاب بمترو الأنفاق لسهولة الوصول.
دخلت إلى المحطة واتبعت الإجراءات اللازمة بقطع تذكرة المترو واتجهت إلى المكان المخصص لاتجاه العتبة، ووقفت في المكان المسموح منه صعود الركاب.
وما إن اقترب القطار حتى سمعت تنبيهًا في الإذاعة الداخلية للمحطة مؤشرًا على وصول القطار للمحطة والاستعداد للركوب… وقف القطار…
وبمجرد محاولتي الصعود فوجئت — بالرغم من أنني في منطقة الصعود — بهجومٍ فظيع من الركاب ينزلون من نفس المكان المخصص للصعود، وإذا بي أتلقى لكمة قوية غادرة من أحد الركاب أثناء نزوله، اختل على أثرها توازني، وسقطت على رصيف المحطة مغشيًا عليَّ.
مرت دقائق وأنا مغمى عليَّ، واستفقت على صوت جمهور حولي يطمئنون عليَّ ويجلسونني على الكراسي الداخلية للمحطة، وقاموا برش الماء على وجهي إلى أن اطمأنوا عليَّ، ثم توجه كل واحد إلى طريقه مسرعًا… وأنا أسمع همهماتهم يقولون: كل يوم كده واحد يقع.
قلت في نفسي: الحمد لله أنني بخير…
اطمأننت على متعلقاته الشخصية: تليفوني، محفظتي، التذكرة… ووقفت بعد أن سمعت مرة أخرى صوت الإنذار بقدوم القطار. توجهت مسرعًا إلى منطقة الصعود وأنا متحفز للصعود والذهاب إلى السوق.
وصل القطار… وما إن فتح الباب حتى حدث ما حدث: تلقيت أكثر من لكمة قوية من أشخاص كثيرين ينزلون من الباب في المنطقة المخصصة للصعود! وطبعا أُغمي عليَّ من شدة اللكمات الموجهة مباشرة إلى الوجه باحترافية، وسقطت على الأرض مغشيًا عليَّ مرة أخرى.
وبنفس المشهد، الناس من حولي يقومون على إفاقتي وغسل وجهي بالماء، وبمجرد الإفاقة ينصرفون مسرعين كلٌّ إلى مقصده، وبنفس الهمهمة سمعتهم يقولون: كل يوم كده…
كانت الضربات قوية وتأثيرها أقوى مما أفقدني اتزاني… وما إن سمعت صوت قدوم القطار لم أستطع الوقوف. ودار في ذهني صوت جرس بدء جولات الملاكمة في المباريات الكبيرة… والاستعداد لبدء جولة جديدة…
وقبل أن أقف حضر إليَّ رجل كبير وسألني:
– ماذا بك؟
فحكيت له ما حدث منذ قدومي للمحطة، وعدم قدرتي على الصعود للقطار والذهاب إلى سوق العتبة لشراء قطع الغيار، خاصة وأنني بمجرد محاولة الصعود أتلقى لكمات قوية وهجومًا كبيرًا من الركاب الذين ينزلون من نفس مكان الصعود…
وإذا بالرجل يضحك ضحكة كبيرة… ثم قال:
إلى اللقاء في الجزء الثاني
انتظروني،،
رمشة:
أوامر قرآنية
- ولا تجسسوا
- اجتنبوا كثيرًا من الظن
- ادخلوا في السلم كافة
- وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
- وبالوالدين إحسانًا
- وذي القربى واليتامى
- وأطعموا البائس الفقير
- ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب
- وآتوا اليتامى أموالهم
- أنفقوا مما رزقناكم
- وقولوا قولًا سديدًا
