عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: محمد عبدالعظيم
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تمتلك خطة طموحة لتطبيق التحول الرقمي ودمج مجالات التكنولوجيا الحديثة في التعليم والمناهج الدراسية، بما يسهم في تطوير منظومة التعليم ومواءمتها مع احتياجات سوق العمل محليًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن مسار التطوير الشامل الذي تشهده الدولة مستمر ويستغرق وقتًا، في ظل تنفيذ برنامج تنمية متكامل يستهدف تحقيق التقدم والمساهمة في القضاء على البطالة.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، في فعاليات اختبارات كشف الهيئة للطلبة المتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية المصرية والكليات العسكرية، بمقر الأكاديمية في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث أوضح أن الدولة اتخذت وتواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحسين الصحة العامة ورفع اللياقة البدنية للمواطنين، لا سيما فئة الشباب.
وأشار الرئيس السيسي إلى وجود خطة وطنية شاملة لتطبيق التحول الرقمي في جميع محافظات الجمهورية وفقًا للإمكانات المتاحة، مؤكدًا أهمية دور المحليات والمحافظات وكافة المسؤولين في ضبط الشارع المصري، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مسيرة التقدم العالمية، ويمكن الاستفادة من إيجابياتها شريطة حسن استخدامها.
وشدد الرئيس على أن الأكاديمية العسكرية المصرية تعتمد على أحدث المعايير العلمية الدقيقة في انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بها، من خلال منظومة مميكنة تضمن الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص، مؤكدًا أن الأكاديمية تؤدي دورًا محوريًا في صياغة الشخصية المصرية وتأهيل الشباب للمشاركة الفعالة في جهود التنمية، وهو ما يستلزم أعلى درجات التدقيق في الاختيار، إلى جانب تقديم برامج تعليمية وتدريبية عالية الجودة ومنظومة اختبارات عادلة تحقق تقييمًا حقيقيًا.
وأوضح الرئيس السيسي أن مستوى التعليم في كلية الطب العسكري يضاهي أفضل كليات الطب العالمية، مشيرًا إلى أن خريجيها سيكونون قادرين على المنافسة الدولية، في ظل وجود تعاون مع كبرى المؤسسات الطبية العالمية.
وفيما يتعلق بانتخابات البرلمان، قال الرئيس إن ملاحظاته على عملية التصويت في انتخابات مجلس النواب تمثل بمثابة “فيتو” لعدم الرضا عن أدائها، مؤكدًا أن مصر كانت على حافة الهاوية عام 2011، ما يستدعي الحرص على إنجاز الاستحقاقات بالشكل الأمثل وتحقيق التطوير المنشود.
وتطرق الرئيس إلى مقترح تعديل قانون الطفل على خلفية بعض الجرائم الأخيرة، موضحًا أن القضية ذات بعد مجتمعي، وأن مصر تمتلك منظومة تشريعية متكاملة، غير أن التحدي الحقيقي يكمن في التطبيق الصارم للقوانين دون استثناء، إلى جانب ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي، مؤكدًا أن المسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والجامعة ودور العبادة والإعلام.
وبشأن تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية، أوضح الرئيس السيسي أن عام 2026 سيشهد إضافة 4.5 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية، لتصل المساحة المزروعة إلى نحو 13.5 مليون فدان، مشيرًا إلى صعوبة تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في ظل الطبيعة الصحراوية لمصر والكثافة السكانية، مع التأكيد على أهمية ترشيد الاستهلاك. كما استعرض الفوائد المرتقبة من مشروع محطة الضبعة النووية، وفي مقدمتها إنتاج 4.8 جيجاوات من الكهرباء ودعم مجالات متعددة منها الطب النووي.
وعقب ذلك، التقى الرئيس بحملة درجة الدكتوراه من دعاة وزارة الأوقاف الملتحقين بدورة علمية بالأكاديمية العسكرية المصرية تمتد لعامين، بحضور وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، حيث أكد أن عدد ساعات الدراسة اليومية المكثفة يؤهل الدارسين للحصول على مستوى علمي رفيع يتجاوز درجة الدكتوراه، موضحًا أن الهدف من الدورة هو إعداد علماء مستنيرين قادرين على مواجهة التطرف وبناء وعي عقلي رشيد، مع التأكيد على أهمية إتقان اللغة العربية وإمكانية تعلم اللغات الأخرى، داعيًا الأئمة إلى أن يكونوا حراسًا للحرية وحرية الاعتقاد، ومجددًا رفضه القاطع للتمييز أو التخريب.
وفي الشأن الإقليمي، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على دعم الاستقرار في دول المنطقة التي تشهد أزمات، مستشهدًا بجهود القاهرة لوقف الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مصر تكبدت خسائر تقدر بنحو 8 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس جراء الهجمات التي استهدفت السفن في البحر الأحمر خلال السنوات الماضية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس تناول الغداء مع قيادات الأكاديمية والطلبة ووزير الأوقاف، حيث دار نقاش تفاعلي أكد خلاله الرئيس إمكانية التحاق الطلبة المؤهلين من الإناث والذكور بكلية الطب العسكري سواء بالصفة العسكرية أو المدنية، كما شدد على أهمية نشر ثقافة الرياضة بين النشء، وأبدى انفتاحه لأي مقترحات إيجابية قابلة للتنفيذ تتعلق بمشاركة اتحادات الطلاب في قضايا الشباب وصنع القرار.
وفي ختام الفعالية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة طمأنة بشأن الأوضاع الراهنة في الدولة، مؤكدًا أن تماسك المصريين يمثل نعمة وتوفيقًا من الله تعالى.
