غروب الإمبراطورية الأمريكية.
عيون المجلس
الثلاثاء 22 نوفمبر 2016
مقالات
https://golddirectcare.com/2024/11/02/mw7493vdc4c
غروب الإمبراطورية الأمريكية.
أحمد نور
http://www.chateagay.com/i1jhqa7ivw3 قد يظن البعض أن عبارة “غروب الإمبراطورية الأمريكية”
هي تعبير سابق لأوانه
إلا أني بصدق أشعر أنها هي الواقع الذي سنراه
في عالمنا الحديث خلال الأعوام القليلة القادمة.
و ليس سراً أن العرب جميعاً و المصريين خاصة
قد شعروا بالفرحة ,, بل وببعض الشماتة ,, و هم يرون
الساحرة الشريرة المسماة هيلاري كلينتون ,,
تداس بالإقدام في عقر دارها هذا الإسبوع
بالرغم من وقوف الإعلام الأمريكي خلفها بصورة
لم يسبق لها مثيل.
وبالرغم من الإنحياز غير المسبوق و المهين من جميع المؤسسات الأمريكية
الرئاسية و القضائية و الأمنية بصورة عجلت في رأي
بإنهيار سمعة تلك المؤسسات أمام الرأي العام الأمريكي نفسه.
و أنا لا أستطيع أن أشمت أو أفرح في هذه الظروف الحالية.
فالشماتة في ديني حرام
والفرحة أيضاً بنجاح الملياردير المختال لا تجوز.
فترامب ما هو إلا ملياردير مختال,, قد سكر بالخمر أو المال
و جرح مشاعر أهلنا العرب و المسلمين بدون داع أو رادع.
وفي الماضي قد إنتقدت مليارديراً آخر مصرياً
حين فعل نفس الشئ و جرح خواطر المصريين و المسلمين
أيضاً بدون داع
أو مراعاة لمشاعر الناس
معرضاً سلامة الأقباط للخطر
من دون حكمة أو إحتراس.
و إن كان الملياردير الأمريكي كان أكثر حكمة من نظيره المصري
فلم يعد ترامب أحداً بشراء جزيرة في اليونان لإيواء اللاجئين السوريين. !!
فقد أثبتت الأيام صحة مقولة أن الخمر و المال مسكران
يذهبان بالعقل و الحكمة الي هاوية التكبر وسقطات اللسان.
و بالرغم من أني أترفع اليوم عن تأييد الملياردير الأمريكي دونالد ترامب
إلا أني أري أن في نجاحه هو الضربة القاضية للدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
و حتي لا يظن أحد أني أبالغ في توقعاتي
أو أنني كمصري عربي أغني فرحاً بسقوط
أشر امرأة سفكت دماء آلاف العرب في العراق و سوريا
و ليبيا و اليمن ,, ولولا رحمة الله
و ترابط المسلمين و المسيحيين معاً في مصر لكانت أرتوت
أيضاً بدمائنا علي أرض الكنانة.
و حين أتحدث عن سقوط الإمبراطورية الأمريكية أتحدث
أولاً عن سقوط مؤسساتها.
والمؤسسات في الدولة الأمريكية هي أربعة مؤسسات رئيسية:
المؤسسة الرئاسية.
المؤسسة القضائية.
المؤسسة الأمنية.
و أخيراً و ليس آخراً المؤسسة العسكرية.
أما عن المؤسسة الرئاسية فيكفي الإشارة
إلي ما أظهرته التحقيقات الأخيرة عن وجود
“منظمة كلينتون الدولية للأعمال الخيرية.”
منظمة تلقت أكثر من مائة مليون دولار
من دولة قطر الشقيقة
و من عدة دول في جزيرتنا العربية
علي هيئة رشاوي مالية قبلتها السيدة هيلاري
بدون حياء أو إستحياء.
و أنا في هذا القام لا ألوم الراشي
بل ألوم المرتشي.
و قد أثبتت الملفات التي أظهرتها منظمة ويكيليكس
و حملة ترامب الانتخابية
أنه بالتحديد ستة في المائة فقط تم صرفها علي الأعمال الخيرية
و الباقي تم صار حساب هيلاري أو زوجها أو إبنتهما تشيلسي.
فضيحة كفيلة بأن تهدم أي دولة حتي لو كانت في العالم الثالث أو جزر القمر.
و لا يمكن أن يصدق العالم اليوم أن مواقف البيت الأبيض ضد مصر
و ضد الشعب السوري نفسه لم تكن مواقف مدفوعة الأجر من دول لها
معتقداتها و أهدافها و أجندتها الخاصة.
أللهم إلا لو صدقنا أن السيدة هيلاري
كان قد هداها الله سراً
كما هدي قلب رابعة العدوية
فصارت تنصر المذاهب الطائفية
واحدة علي الأخرى ثأراً للدين الحنيف.
وهل مواقفها في منطقتنا العربية كان طاعة لله أم سجوداً للدولار!
و لعل فضيحة الدور الذي لعبته السيدة هوما عابدين
(في منتصف الصورة أعلاه)
المندوب الرسمي للمنظمة الدولية داخل البيت الأبيض
ستتضح بصورة قاطعة بعد إستكمال التحقيق الفيدرالي
الجاري بمعرفة جهاز الأمن الأمريكي في هذه الأيام.
و قبل أن تختلط الأمور علي القارئ العربي
يجب التنويه أن سقوط المنظمة الرئاسية لا أعني به الحزب الديمقراطي
بل حتي جورج بوش الأب و الإبن معاً (وهم أعمدة الحزب الجمهوري المنافس)
كانا قد أعلنا تأيدهما لهيلاري حفاظاً علي رقابهما و علي الدولة الأمريكية العميقة!
أما عن سقوط المؤسسة القضائية فحدث و لا حرج.
السيدة في الصورة أعلاه
(الجالسة عند قدمي باراك أوباما)
هي لوريتا لنش المدعي العام الأمريكي.
وجانب كبير من قراء هذه الصفحة هم من رجال القانون و يعلمون جيداً معني
المدعي العام في أي دولة.
و لكن لشباب القراء غير المتخصصين
أقول ببساطة أن كلمة “وكيل نيابة”
هي مختصر “وكيل النائب العام.”
فالنائب العام هو رأس السلطة القضائية في دولة المؤسسات.
و لأختصر علي القارئ التحليل سأحلل موقف واحد للمدعية العام الأمريكية.
سألوها إن كانت ستقدم هيلاري للمحاكمة فأجابت علي الهواء:
“لا أستطيع إتخاذ هذا القرار و سأفوض الأمر الي رئيس الحهاز الأمني.”
و لا أبالغ في أن أعلن أن السيدة كانت تتصبب عرقاً و هي تقول هذا الكلمات.
أكان هذا العرق خوفاً أو خجلاً؟ الله أعلم.
مدعي عام أمريكي تعترف بأنها لا تملك القدرة علي تحمل تداعيات قرارها.
يومها شكرت الله أني مصري من بلد المستشار هشام بركات.
الشهيد الصائم الذي إتخذ من القرارات ما دفع ثمنها بدماه.
ورحل عن عالمناً شاهداً صامداً و شهيداً صائماً.
سيقف أمام مبدعه مرفوع الرأس و المقام
بينما المدعية العامة الأمريكية مازالت ترتجف خوفاً
أمام الناس و أمام الله.
و المؤسسة الثالثة التي سقطت في أمريكا هذه الأيام هي المؤسسة الأمنية.
فحينما إرتجفت المدعية العامة الأمريكية أعلنت علي الملأ أنها
قد فوضت أمر إحالة هيلاري كلينتون الي المحاكمة من عدمه
إلي السيد جيمس كومي رئيس الجهاز الفيدرالي للتحقيقات.
و جيمس كومي رجل قوي تبدو علي وجهه القوة و النزاهة.
مارد يزيد طوله عن الستة أقدام,, صوته واضح و كلماته رزينة.
خرج علي الشعب الأمريكي قائلاً:
أن التحقيق قد أثبت بالفعل أن السيدة هيلاري قد كذبت علي الناس و الكونجرس
عدد 116 مرة بالتحديد.
ثم أضاف أن تحقيقاته قد أثبتت بالدليل القاطع أنه قد تناولت أسرار الأمن القومي الأمريكي بإستهتار ,, بل بالإهمال الجسيم.
إلا إنه ينصح بعدم تقديمها للمحاكمة الحنائية لسبب واحد.
حسب قوله حرفياً:
“إنعدام توافر عنصر القصد الجنائي”.
كلمات لو سمعها أي طالب في سنة أولي حقوق يدرك أن قائلها
إما جاهل أو ضلالي.
و في الحالتين يصح لي القول أن سمعة الجهاز الأمني الأمريكي قد إهتزت من أساساتها.
و قد سبق لي أن كتبت مقالاً مطولاً عنوانه:
“مقارنة بين جيمس كومي و خالد محجوب.”
كومي إهتز أمام فكرة إحالة مرشحة للرئاسة للمحاكمة الجنائية
و خالد محمد علي محجوب أحال الرئيس الجالس علي العرش حينئذ
(محمولا بطاقم العرش بأكمله )
إلي محكمة الجنايات.
و أخيراً تأتي المؤسسة العسكرية الأمريكية.
و أنا من ناحيتي أقولها بصدق أني أحمل كل التقدير
للمحاربين القدامي الذين إتمنونني علي رعايتهم الصحية.
و هم رجال أفاضل ذو خبرة و شهامة
و لا ذنب لهم في سياسات البيت الأبيض في العقد الأخير.
و لكن يكفي أن أشير الي إحصائية واحدة نشرت في المجلات الطبية الأمريكية
تقول أن متوسط عدد الذين أقدموا علي الإنتحار سنوياً من المحاربين القدامي
يزيد عن الثلاثة آلاف في العام.
بتعبير آخر أن من لم يموت منهم في حروب
( لا ناقة لهم ولا جمل في منطقتنا العربية)
قد عاد لبلاده حياً ليموت فيها منتحراً.
ذنب هؤلاء الرجال الكرام هو في رقبة سفاحي السياسة الأمريكية.
واليوم لعل الله قد رأف بالشعب الأمريكي قبل العربي حين جلب عليهم الملياردير العجيب.
رجل قام علي المؤسسة الأمريكية بأكبر إنقلاب شهده العالم الغربي في العصر الحديث.
رجل أعلن صراحة أن حال الإسطول الأمريكي الحالي يؤهله لأن يكون أسطول صيد أسماك
لا أسطول حرب في أعالي البحار.
و أرجو أن لا ينخدع أحد في منطقتنا العربية متوهماً
ان ترامب هو الحل.
سياسة ترامب القادمة صارت معلنة و ليست سراً.
سيترك الساحة الدولية بالكامل و لن يتدخل فيما لا يعنيه.
الرجل أعلن تلميحاً أنه بما أن الإتحاد السوفيتي قد سقط
فلا داعي للناتو من الأساس. !!
و أن روسيا ستكون حليفه الأول في الحرب علي داعش.
فحسب نظامه العالمي الجديد روسيا هي الحليف
وكل من سيحارب داعش من العرب هو الحبيب الحليف و الأليف.
الرجل سيكفي خيره شره
و سيكفي الله العرب شر الأمريكان
و شر جماعاتهم الحقوقية و الشبابية معاً.
أعلم أني أسهبت في هذا المقال و لكنه كان ضرورياً
حتي لا ينطبق علي شعبنا المصري
القول المقدس
(المحفوظ في كتبنا منذ آلاف لسنين)
“{هلك شعبي لعدم المعرفة}.”
أعلم أن المقصود كان المعرفة الروحية
و لكني أظن أن المعرفة بما يدور
حولنا هو صمام أمن أيضاً
لسلامة الأوطان.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
و حتي لا يستهين شبابنا بشيوخنا بعد اليوم
و ينقادوا خلف شيوخ الغرب و الأمريكان.
و حتي لا ينخدعوا مرة أخري بأوهام الإمبراطورية الأمريكية.
أمبراطورية سنراها في الأعوام القليلة القادمة في إنحسار وغروب.
أتمني للشعب الأمريكي الطيب كل خير
وأشهد أنه شعب يحب المصريين و يقدر الحضارة المصرية
أكثر من تقدير بعض المصريين للأسف لأنفسهم و حضارتهم.
و لا أملك اليوم
في
يوم الجمعة الموافق الحادي عشر من نوفمبر
الذي شاؤه البعض يوم خراب لبلادنا
و شاء المولي عز و جل غير ذلك
إلا الدعاء من أجل مصر
شباباً و شيوخاً أن يعتصموا بحبل الله
و يعتصموا بمحبتهم لبعضهم البعض
بمحبة صادقة
أؤمن أنها ستزهر في بلادنا غداً أمناً و سلام .
وبعد غدٍ بإذن الله ,
, نوراً و رغداً و رخاء.