https://www.winkgo.com/gjtzlfyt شريط من الذكريات يمر أمام ناظري مازن الإنسان القابع في زاوية غرفته المتواضعة أعوام ثلاثة مضت دون أن يراها فكم هو في شوق إليها. رغدة كانت اليد التي تساعده بقلبها على ضغط زناد سلاحه .. بل كانت سلاحه الذي لا يفارقه عندما كان يواجه العدو على خط النار. أعوام ثلاثة استطاع التهرب من لقائها الذي كانت تلح عليه به. وكان ينجح في اختيار الأعذار. رغدة الرقيقة الهادئة تصرُّ اليوم على اللقاء ولم تعطه الفرصة لعذر جديد .. السادسة مساء في نفس المكان المعهود .. جلست أمامه ولم تدعه ينهض لاستقبالها .. مازن يا حبيبي أحببتَ سلاحك وفضلته على مشاعري وقلبي و حياتك. وكنتُ سعيدة بذلك. حبيبتي كل ما فيكِ ينطق بالحب أمسك راحتيها المرتعشتين لم تتحدث الشفاه إنما دموع اللقاء تحدثت بألف حديث وحديث. رغدة حبيبتي حب السلاح عميق في قاب حامله وكيانه وعزيمته. كنتُ الأمل لبلدي في نصر مؤكد ..لأعود لك درعاً واقياً ولكن القدر هزمني أمامك فأنا عاجز عن تحقيق حلمك .. أنتَ لم تخبرني عن عجزك ولكني عرفتُ وتأملت بك خيراً هكذا قالت رغدة. قال مازن : هل عرفت أني بساق واحدة وحاول الوقوف ولكنه كاد أن يسقط فهذه الساق التي سرقها القدر منك في حرب شرسة هي وسام الشرف الذي أهدتك إياه حرب تشرين .. حرب النصر الذي تحقق بفضلك وأمثالك. أحبك كما كنتَ عليه ..أحبك كما أنت عليه واقتربت منه وقبلته على جبينه أمام الجميع. ثم أضافت : لم تسألني عن القفازين هاذين .. نزعتهما برقة وقالت : انظر يا مازن. الحروق عميقة والتشوه مخيف. ” فلستَ وحدكَ يا حبيبي ” من نال أوسمة حرب تشرين شاركتُ أنا في الدفاع المدني وبإنقاذ العشرات من الأطفال من حريق كبير قضى على الكثيرين. ولستُ نادمة بل أفتخر بهذا الوسام التشريني الخالد. أمسك يديها وقبلهما وتعانقت الأحلام لحياة جديدة. علا حولهما تصفيق قوي فقد سمع الحاضرون حوار الأوسمة وفرحوا لهذين الحبيبين وباركوا الحب الوطني الممزوج بحب روحي صادق ..فرح الجميع وفرح الوطن بهما.
https://therunningsoul.com/2024/11/hegeweisvm