وليد ابوزيد..
أظهرت أرقام من “أرامكو” السعودية المملوكة للدولة، أمس الإثنين، أن أكبر شركة منتجة للنفط في العالم حققت أرباحا أساسية بلغت 224 مليار دولار العام الماضي، وذلك قبل أول إصدار سندات دولية لها. وكانت أرامكو في السابق تمانع الكشف عن أوضاعها المالية، لكن بات لزاما عليها الإفصاح عنها للحصول على تصنيف ائتماني عام والبدء في إصدار سندات دولية.

القسم الاقتصادي في وكالة “بلومبرغ” أعد تقريراً عن إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية، ووصفه بأنه “سر الدولة ومصدر ثروات المملكة”، وأشار إلى “مناقشة المخططين العسكريين الأمريكيين ذات مرة كيفية الاستيلاء عليه بالقوة”، كما قال التقرير إنه “بالنسبة لتجار النفط، كان البترول السعودي مصدر تكهنات لا نهاية لها”. ويقول تقرير الوكاله “الآن أصبح السوق يعرف أخيرًا أنه يمكن لحقل الغوار في المملكة العربية السعودية (أكبر حقول النفط التقليدية في العالم) أن ينتج أقل بكثير مما يعتقده أي شخص”. وتشير “بلومبرغ” في تقريرها إلى أنه “عندما نشرت أرامكو السعودية اول أمس الإثنين أول أرقام أرباح على الإطلاق منذ تأميمها منذ ما يقرب من 40 عامًا، فقد رفعت أيضًا حجاب السرية حول حقولها النفطية الضخمة. وكشفت نشرة سندات الشركة أن الغوار قادر على ضخ 3.8 مليون برميل كحد أقصى في اليوم — أقل بكثير من الـ5 ملايين التي كانت تضخها في السوق”. وبحسب “بلومبرغ” قالت فيريندرا تشوهان، رئيسة قسم الاستشارات في شركة “إنرجي أسبكتس ليمتد” في سنغافورة: “كأكبر حقل في المملكة العربية السعودية، فإن الرقم المنخفض بشكل مفاجئ لسعة الإنتاج من حقل غوار هو أبرز ما في التقرير”. وتقول الوكالة: “تعتمد المملكة العربية السعودية على عدد قليل من الحقول العملاقة للحفاظ على طاقتها الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل في اليوم، وأدرجت إدارة معلومات الطاقة، وهي هيئة حكومية أمريكية تقدم معلومات إحصائية وغالبًا ما يتم استخدامها كمعيار من قبل سوق النفط، أن الطاقة الإنتاجية للغوار كانت عند 5.8 مليون برميل يوميًا في عام 2017”. وأضافت أن “نشرة أرامكو لم تقدم أي معلومات حول سبب انخفاض إنتاج حقل الغوار وهو انخفاض كبير في أي حقل نفط. كما لم يوضح التقرير أيضًا ما إذا كانت القدرة ستستمر في الانخفاض بمعدل مماثل في المستقبل”. وتقول “بلومبرغ” إن “الحد الأقصى لمعدل الإنتاج الجديد للغوار يعني أن حقل “برميان” في الولايات المتحدة، الذي ضخ 4.1 مليون برميل يوميًا في الشهر الماضي وفقًا للبيانات الحكومية، هو بالفعل أكبر حوض لإنتاج النفط”. ولكنها تضيف في الوقت ذاته أن “المقارنة ليست دقيقة — فالحقل السعودي عبارة عن خزان تقليدي، في حين أن برميان عبارة عن تشكيل صخري غير تقليدي — ومع ذلك فإنه يظهر توازن القوى المتغير في السوق” .ويشير تقرير الوكالة الدولية إلى أن “حقل الغوار مهم للمملكة العربية السعودية لأنه “يمثل أكثر من نصف إجمالي الإنتاج التراكمي من النفط الخام في المملكة”، وفقا لنشرة السندات”. وتضخ السعودية البترول منذ اكتشاف بئر الدمام رقم 7 في عام 1938.
