أكدت صحيفة “فانينشال تايمز” البريطانية وهي من أقوى الصحف في العالم عن تعجبها بسبب السعادة التي أعرب عنها الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بعد نجاح “دونالد ترامب” في الإنتخابات الإمريكية مشيرة إلى أنه تقريبا الرئيس الوحيد الذي قدم تهانيه له عقب الإعلان عن النتيجة مباشرة.
وأشارت “الصحيفة” الي أن من الغريب اتفاق السيسي مع ترامب في النظرة إلى روسيا بإعتبارها “قوة جيوسياسية” في المنطقة وحليف قوي من الممكن الاستعانة به.
وترى الصحيفة في مقارنة لها بأن ” ترامب” بالنسبة للسيسي عاملا قويا لمحاربة الإرهاب والتطرف مشيرة إلى أنه سوف يكون في حاجة إليه أكثر مما ذي قبل حيث أن نسبة الخطورة من المتشددين والجماعات الجهادية قد زادت خاصة بعد تفجيرات الكاتدرائية منوهة أن الرئيس المصري يعتبر أن دائرة الإرهاب قد توسعت وتخطت ما وراء جماعة الإخوان أو مسلحي تنظيم “داعش”.
وأضافت الصحيفة أن قد يبدو جيدا الدعم الذي يقدمه ترامب للسيسي خاصة في ظل الإنتقادات التي يواجهها الأن بسبب الضغوط الإقتصادية التي تمر بها مصر ولكنها أشارت أنه لم يتضح بعد إلى متى سيستمر دعم ترامب له خاصة وأن مصر واحدة من أبرز الدول التي شهدت تحولا لم يكن متوقعا بعد مرور ست سنوات على ثورة يناير حيث أنها أصبحت واحدة من أهم الدول التي تتسم بالاستبداد بدلا من أن تتسم بالديمقراطية.
ولمحت الصحيفة البريطانية أن المشكلات الإقتصادية والسياسية الغارقة فيها مصر الأن هي أقوى وأعمق بكثير من المشكلات التي كانت تواجهها مصر في عهد الرئيس “حسني مبارك”.
من ناحية أخرى تقول “فانينشال تايمز” أنه من الصعب إغفال أن ميدان التحرير هو رمز من أقوى رموز الثورة المصرية ولكن ما تشهده مصر هو أن ملامح الثورة جميعها قد اغفلت تماما وحل محل النضال الثوري حالة من الاستبداد وعودة لنظام قمعي بالإضافة إلى إنتشار من وصفتهم بمن يمثلون “الحرية الفوضوية” في ميدان التحرير الذين عملوا على محو حتى مجرد الكتابة الثورية على الجدران.
ونوهت الصحيفة أن الرئيس “عبد الفتاح السيسي” وبدلا من أن يبحث عن حلول تساعد على حل المشكلات التي تمر بها مصر عمل على منع ممارسة حرية التعبير وجعل السجون تزج بالمعتقلين ممن يمثلون المعارضة أو جماعة الإخوان وهو ما لم يحدث إلى هذا الحد أيام مبارك على حد قولها.
وبحسب ما ذكر قالت الصحيفة أن المشكلات الإقتصادية التي تمر بها مصر جعلت الرئيس “عبد الفتاح السيسي” يعتمد على الجيش لحل أغلب هذه الأزمات ولكن تطور الأمر حيث توسع وجودهم في وجود قانون يسمح للمؤسسة العسكرية أن تكون شريكا في أغلب الشركات المحلية والأجنبية.
ويرى العديد من المسئولين في مصر أن السيسي ليس أمامه خيار على الأقل خلال هذه المرحلة سوى الإعتماد على الجيش من أجل تحقيق تطلعات الشعب التي يحلمون بها لتحقيق الاستثمار ولكن ترى الصحيفة أن من أن السيسي يعتمد على مؤسسة غير خاضعة لأي مساءلة قانونية.
وأختتمت “فانينشال تايمز” البريطانية أنه لابد من الإعتراف بأن شعبية السيسي تأثرت بشكل ملحوظ وما قيل من أن الإخوان كانوا يحاولون فرض سياسة الاستبداد والقمع عن طريق التستر وراء الدين فإن ما تعيشه مصر الأن استبدادا أكثر حيث أن النظام الحالي يعمل على إعتقال كل من يعارضهم سواء كانوا من الإسلاميين أو الليبراليين حتى الذين كانوا يهللون على حد وصفها للسيسي علاوة على أنه يبدو وكأن جاء الوقت لكي يستعد من يمثلون المنظمات الحقوقية في مصر للسفر وترك البلاد.