عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: أحمد أسامة
ازداد النشاط الأمريكي في ليبيا، عبر الزيارات المكثفة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لأطراف الصراع، مع إعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي مبادرته لإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري في البلاد.
مما جعل العديد من الليبيين يتساءلون عن الغرض الأمريكي وراء ذلك، ويؤكدون أن الدعم الأمريكي للمبادرة لم يأتي لحلحلة الوضع في ليبيا بل لزعزعته أكثر فأكثر.
خصوصاً بعد التقارب الواضح الذي حصل أخيراً بين مجلسي النواب والدولة الليبيين حول موضوع القاعدة الدستورية وشروط الترشح للإنتخابات.
ليكشف وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” عن أن بلاده تعمل بنشاط لاستئناف حضورها الدبلوماسي في ليبيا على الرغم من امتناعه عن تحديد موعد لإعادة فتح السفارة الأمريكية هناك.
حيث قال “بلينكن” في جلسة استماع بلجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم: “لا يمكنني أن أعطيكم جدولاً زمنياً بخلاف الإشارة إلى أن هذا شيء نعمل بنشاط كبير عليه، و أريد أن أرى أن لدينا قدرة على استئناف حضور مستمر في ليبيا”.
ليُشير المراقبون للوضع الليبي الى أن الإدارة الأمريكية تزيد من تعقيدات المشهد الليبي، وتتجاوز التوافق الليبي، عبر دعمها لمبادرة باتيلي وضغطها على الأطراف السياسية للقبول بها، مما يمثل قفزة على المؤسسات الشرعية في ليبيا.
وبتحالف واشنطن مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية ورئيسها عبدالحميد الدبيبة المتمسك بالسلطة، من الواضح أنها تريد إيصال رئيس عميل لها عبر إنتخابات مزورة، لإبقاء ليبيا ضعيفة ورهينة للإرادة الأمريكية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة وفقاً لوسائل اعلام محلية عن اجتماع عسكري برئاسة العميد صدام حفتر قائد لواء طارق بن زياد، في مدينة سرت ضم كلًا من حسن الزادمة، وسام الفرجاني، إبراهيم غباش، عمر مراجع، وصفوان القبايلي.
وبحسب المصادر، فإن الاجتماع وضعت فيه الترتيبات لعملية عسكرية في المنطقة الغربية والعاصمة طرابلس، متوقعة خلال النصف الثاني من شهر رمضان، وسيكون آمر غرفة العمليات العسكرية أسامة الجويلي، الذي تحالف مؤخرًا مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وقد تم البدء بالفعل بنقل قوات تابعة لصدام حفتر إلى المنطقة الغربية عن طريق الجنوب، نحو مدينتي غريان وترهونة لاستعادتهما وتطويق العاصمة طرابلس.
كما أن كتيبتا النواصي وثوار طرابلس والقادة هيثم التاجوري ومحمد بودراع (الصندوق) منضمون لهذه العملية، للبدء بها من داخل العاصمة ودعم القوات المهاجمة من الخارج.
هذه الخطوة من قبل الجيش الوطني الليبي وحلفائه بحسب المراقبين، تأتي رداً على إزدياد نشاط الولايات المتحدة في ليبيا، ومحاولاتها فرض الأجندة التي تحقق رؤيتها دون الأخذ بعين الإعتبار مطالب الشعب الليبي.
والقيادة السياسية والعسكرية في الشرق الليبي ترى أن تمسك الدبيبة بالسلطة وإحتمائه بالميليشيات المسلحة برعاية أمريكية، لن يقود البلاد الى إنتخابات بل الى فوضى يجب العمل على إستئصال أسبابها منذ البداية.
