*قضاء حوائج الناس*
عيون المجلس
السبت 18 فبراير 2017
منوعات
احمد حاتم
عندما انتهينا من صلاة الجمعة ، سلم علي رجل وكنت عن يمينه وسألني :
هل لديك حاجة فأقضيها لك ؟
قلت باستغراب :
كلا ، شكرا لك اخي الكريم .
ثم التفت عن شماله فوجد عامل تنظيفات فسلم عليه وقال له مثل قولي ، فاحمر وجه العامل خجلا..
فاخرج الرجل من جيبه بعضا من المال واعطاها للعامل، فتهلل وجهه بالبشر والسرور وراح يدعو له من كل قلبه !
قلت له : – ومن حضرتك ؟
اجاب : – انا اسمى فلان استاذ جامعي .
قلت له : – وهل تفعل ذلك كل يوم جمعة ؟
اجاب : – نعم ، ﻷنني ما اصبحت استاذا جامعيا اﻻ بسبب تلك اﻻلتفاتة !
فقد كنت اصلي قديما في مسجد قريب من الجامعة والحزن باديا على وجهي بسبب وفاة والدي المعيل اﻷوحد لنا .. التفت نحوي رجل كان يصلي بجانبي وسألني :
– هل لك حاجة يا بني ؟
توسمت الخير في وجهه وقلت : نعم ، اريد ان اسدد اقساط جامعتي .
اجاب : – على الرأس والعين .. دلني عليها واعطني اسمك بوضوح وغدا اذهب واستلم اﻻيصال.. وكل عام افعل لك ما سأفعله غدا الى ان تتخرج بإذن الله .
اغرورقت عيناي بالدموع ودعوت له وقلت :
– كيف ارد لك ذلك الجميل ؟
اجاب : – عندما تتخرج وتعمل اسأل من يصلي معك بعد اﻻنتهاء من صﻻة الجمعة نفس السؤال واذا علمت بأن لديه حاجة اقضها له ان استطعت ، فتكون قد رددت لي الجميل !
وفعﻻ يا اخي فقد تعهد بسداد اقساط تعليمي حتى التخرج وعملت مدرسا جامعيا .
كنت ازوره نهاية كل عام ﻷزف له بشرى نجاحي الى ان وافته المنية بعد تخرجي !
وانا على عهده باق الى ان القى الله جل في علاه..
قال النبي صلى الله عليه وَسَلَّم:
{من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه} رواه مسلم.