أزمة الخبز في تونس.. موسم كارثي واتهامات رئاسية لشبكات إجرامية بتجويع الشعب

كتب: سامي إسماعيل

“الخبز والمواد الأساسية بالنسبة للمواطن خطٌ أحمر”، هذا ما صرح به -سابقًا- الرئيس التونسي قيس سعيد، إلا أنه على ما يبدو، فإن تصريحاته لم تنعكس على الشارع، وصار المواطنون يعانون من أزمة بسبب نقص الخبز، وهو الأمر الذي برره -وقتها- الرئيس التونسي بقوله: “لا نقبل أن يمس أحد بسيادتنا، هناك حملة من الدوائر واللوبيات تسعى لتأجيج الوضع وأسمائهم معروفة”، مطالبًا بضرورة حسم مسألة الحبوب: “هناك شبكات إجرامية، تهدف إلى تجويع الشعب.. ولن نسكت على تجويع الشعب التونسي”.

ودعا الرئيس التونسي كلا من ديوان الحبوب والإدارات التونسية أن تكون في مستوى المرحلة لأنه لا يمكن المواصلة في التعامل مع هؤلاء الذين يعبثون بقوت المواطن وبحياته على جميع المستويات سواء الخبز، السكر، القهوة المواد المدعمة وغيرها، وعلى الشعب أن ينتبه لهؤلاء وعلى المخلصين للوطن أن يقفوا في جبهة واحدة، وفقا لما نقلته رئاسة الجمهورية التونسية عبر حسابها الرسمي على فيسبوك.

ووجه الرئيس التونسي الاتهامات لأشخاص دون تحديد أسمائهم، بأنهم السبب وراء صنع الأزمات وتضخيمها.

تشديد من الوزيرة

وتبعت الرئيس التونسي وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب حرم القزاح مشددة في بداية الشهر الجاري على ضرورة توفير الخبز المدعم بكل ولايات تونس.

وتعهدت الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب المخابز بالالتزام بتوفير مادة الخبز المدعم على مدار اليوم، ومساندة مجهودات الدولة في ذلك واحترام تراتيب العمل بهذا القطاع وتنظيم عمله بما يضمن استمرارية تزويد السوق بهذه المادة كامل اليوم.

إقالة رئيسة الحكومة

وفي بداية الشهر الجاري أقال الرئيس التونسي رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وعين أحمد الحشاني خلفًا لها.

وعلى الرغم من أن ذلك القرار جاء بدون أي تفسيرات معلنة إلا أن رئيس الحكومة التونسية الجديد أحمد الحشاني، بدأ أولى مهماته بالتعجيل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الخبز وتجاوز عقبات ذلك القطاع، ليربط بشكل واضح بين أزمة الخبر وقرار إقالة بودن.

والتقى الحشاني بوزيرة التجارة وتنمية الصادرات، وأكد ضرورة الاهتمام بتلك القضية واعطائها ما تستحقه من عناية على مستوى الوزارة، والتنسيق بين الفاعلين في ذلك المجال ومناقشة المقترحات والتصورات العملية.

ويمثل ملف الخبز أبرز الملفات الوطنية ومحور اهتمام مجلس الوزراء وتحت إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد، وكذلك محور جلسات العمل الخاصة خاصة بعد قرار رئيس الجمهورية بوقف العمل بتطبيق الإجراء الخاص بتصنيف المخابز.

موسم كارثي وجفاف للعام الرابع

وفي الوقت الذي تعاني فيه تونس أزمة الخبر كشف عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري “أنيس خرباش” في لقاء تليفزيوني أن الدولة ستضطر لتوريد أكثر من 90 بالمائة من احتياجاتها الاستهلاكية من الحبوب من الخارج.

ووصف خرباش موسم الحبوب للعام الجاري بـ”الكارثي” بسبب التغيرات المناخية وتواصل الجفاف في تونس للعام الرابع على التوالي.

ظلال الأزمة الروسية الأوكرانية

وزاد الأمر سوءًا حظر مصدري القمح الرئيسيين بالعالم لصادرات القمح، بعد زيادة توتر الأزمة الروسية الأوكرانية.

وحذرت الهند بشكل فوري صادرات القمح كجزء من خطواتها للسيطرة على ارتفاع الأسعار بالداخل.

وذكرت الحكومة الهندية أنه سيتم السماح فقط لشحنات تصدير تم إصدار خطابات اعتماد لها حتى يوم إخطار الحظر أو قبله.

وكان المشترون العالميون يعتمدون على الهند كثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد الصين في الحصول على إمدادات القمح، بعد تراجع الصادرات من منطقة البحر الأسود منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر شهر فبراير الماضي.

بواخر روسيّة وأوكرانيّة في انتظار الإجراءات

وتنتظر 8 بواخر راسية بالموانئ التونسيّة إتمام إجراءات التخليص لإفراغ حمولاتها من قمح وشعير.

وأشارت وسائل إعلام تونسية محلية إلى انتظار باخرة روسية منذ 19 يوليو / تموز الماضي، وأخرى أوكرانية تحمل الشعير راسية منذ 27 يوليو / تموز، وإيطالية تحمل القمح الصلب، وباخرة روسية دخلت الموانئ التونسية يوم 5 أغسطس / آب الجاري.