الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

ساندي حسنين تكتب ” الملكة حتشبسوت ملكة الإزدهار و السلام”

ملكة مصرية إنجازاتها ما زال يتغنى بها الجميع، امرأة تمتع بالشخصية القوية والحكمة والقيادة، واستطاعت أن تقود مصر في فترة مهمة للغاية في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، إنها الملكة حتشبسوت، الملكة الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، والتي حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني باعتبارها وصية على الملك الصغير تحتمس الثالث، ثم أصبحت ملكة وابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري.

من هي الملكة حتشبسوت؟

 تنتمى الملكة حتشبسوت للأسرة الـ18، حيث يعد الملك أحمس، طارد الهكسوس، هو الجد الأكبر لها، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر، وولدت بعام 1508 قبل الميلاد، وكانت الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول، وتولت حكم مصر لأنها كانت في تلك الفترة الوريثة الشرعية، ولم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو تحتمس الثاني، من زوجة ثانوية “موت نفرت”

نشأة الملكة حتشبسوت

مؤرخون كشفوا كيف كانت نشأة الملكة حتشبسوت والتي ساهمت في تشكيل شخصيتها القيادية، والتي مكنتها من حكم مصر، حيث تعلمت القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء، بجانب تعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء، وبحسب ما كشفه الكثير من المؤرخين، فإن حتشبسوت كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأى امتيازات خاصة في معاملتها، لأنها ابنة، ثم تزوجت من أخيها غير الشقيق “تحتمس الثانى”، مثلما كان يفعل القدماء المصريون حينها، وأنجبت منه ابنا وبنتين، ومات الابن في طفولته، والابنتان اسمهما نفرو رع، ومريت رع حتشبسوت، وكانت الملكة حتشبسوت تحب الزهور والحدائق والأشجار.

وصول حتشبسوت إلى الحكم؟

توفى والد حتشبسوت وكانت في  سن العشرين، وكانت خلال فترة حكم أبيها مشاركة له في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش، إلا أن تقاليد البلاط الملكى بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمرا على غير هوى بعض الكهنة، وكان هناك محاولات لإشراك أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني فى الحكم، وبالتالى تصبح حتشبسوت زوجة ملكية فقط، وبالفعل بدأ يتم الإعداد لزواجها من تحتمس الثاني وتولى الأخير حكم البلاد، وبحسب مؤرخين أيضا فإن أبرز سمات شخصيته أنه كان ضعيفا ومريضا، وهو ما جعل حتشبسوت هي من تدير الحكم باِسمه من وراء ستار، وأراد “تحتمس الثانى” أن يمنح ابنه “تحتمس الثالث”، السلطة من بعده، وسط محاولات من بعض الكهنة لمنع حتشبسوت من تولى الحكم، إلا أن توليها العرش كان قصة أغرب من الخيال، فبعد موت زوجها، كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالا يخرج فيه موكب الإله آمون، ووقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال آمون أمام تحتمس الثالث، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك، وحينها وظن حينها جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم، وترك تحتمس الثالث عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون، ليدخل القصر الملكى، وسادت بينه وبين حتشبسوت المنافسة والمرارة، وهو ما جعل الملكة تجمع مناصرين حولها وكونت حزبا مناصرا لها، والذى أصبح قويا لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزا عن حكم البلاد، وترك الحكم لحتشبسوت، ليتم إعلانها في عام 1478 قبل الميلاد.

تحديات واجهت حتشبسوت خلال حكمها

في بداية حكم حتشبسوت لمصر، واجهت مشكلات كثيرة مع أغلب فئات الشعب، الذين كانوا يرون أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض، وهو ما جعلها تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم.

أبرز إنجازات حتشبسوت

رغم أن هناك محاولات عديدة في تلك الفترة لمنع حتشبسوت من تولى الحكم، إلا أنها تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، وساد السلام عهدها، حيث نشطت حركة التجارة مع جيران مصر، بعدما أمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحرى بالأقصر، كما اهتمت بالأسطول التجارى ، فأمرت بإنشاء السفن الكبيرة واستغلالها في النقل الداخلي لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون، بجانب إرسال السفن في بعثات للتبادل التجارى مع جيرانها.

معبد حتشبسوت

خلال فترة حكمها لمصر زاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود، وأعادت فتح المحاجر والمناجم خاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء، بعدما توقف العمل في تلك المناجم خلال فترة احتلال الهكسوس لمصر، كما أعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، وأمرت بتنظيف القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، من أجل تسيير أسطول مصر البحرى بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر.

وفاة حتشبسوت

توفيت الملكة حتشبسوت في عام 1457 قبل الميلاد، وكان ذلك خلال العام الـ 22 من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت، حيث تم التحقق من مومياء حتشبسوت ، والتي أكدت أن علامات موتها هي علامات موت طبيعى، وسبب الموت إصابتها بالسرطان أو السكرى.

مقبرة حتشبسوت

ويتواجد قبر حتشبسوت في وادي الملوك، وبعض المؤرخين يرون أن حتشبسوت وسعت مقبرة أبيها كي تستعملها، ووجد تابوتا خاص بها موجودا بجانب تابوت أبيها، كما التقطت لمومياء الملكة حتشبسوت صورة تظهر فيها باسمة حالمة وادعة، وأظهرت الصورة الملكة حتشبسوت وهى تتمتع بشعر ناعم ملون جميل.

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

كتبت/ هاجر الديب لا تزال أصداء خبر وفاة الفنانة ناهد رشدى متواترة في الوسط الفني، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *