لن نموت

–
أنعكست الصورة فأتضح شيب الفكر ،، وأنعكست الرؤيا فظهر ما كانوا يخبئون ،، فماذا لو أردت أن تعرف رأي أحدهم ؟؟ وماذا لو كان حزنك على ما لا تملكه ؟؟ وماذا لو كان سبيلك هو النضال ؟؟ وماذا لو فقدت نفسك ؟؟ وأخيراً ،، هل العيب في أن تقدم على الرذيلة أم العيب في السعي إليها ؟؟
–
فبعد أن تجمعوا للمطالبة برحيله ،، أطل عليهم ليخبرهم بالفارق بين الفوضى والثورة ،، وأخبرتهم أنا بالفارق بين القوة والعنف ،، فالقوي قوي بنفسه ،، وحتماً حينما يؤمن المرء بأن الشر هو السبيل الوحيد للخير فنحن في أحلك لحظات الأمة سواد ..
فما بين الحقيقة المطلقة ومطلق الحقيقة إلا الكثير ،، وما بين قال وقيل الإ الكثير ،، فالعيب ليس بكون ماضينا أفضل من حاضرنا ،، ولكن العيب بكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا ..
–
يصعب إرضاء الكل ،، بل من المستحيل أن تتفق الأراء ،، فلو أتفقت الأراء لبارات السلع ،، ولكي تعرف رأي أحدهم عليك بإثارته ،، وإن كان حزنك على ما لا تملكه فأنت هكذا تبدد ما تملكه ،، فما عليك سوى أن تعيش لحظات السعادة بكل مشاعرك ،، وأن تتجاهل لحظات الحزن ولتتركها تمر مرور الكرام ،، ولتسعى إلى النضال ،، فلربما تخسر ولكن إن تخليت عن نضالك فأنت بالطبع الخاسر الأكبر ،، فكم من أحياء أموات وكم من أموات أحياء ،، فالسعادة في أن تمتلك نفسك والشقاء في أن يمتلكها الأخرون ،، ولتدرك بأنه لا عيب في أن تسقط أرضاً ولكن العيب كل العيب في أن تستسلم للواقع وتبقى على الأرض ،، ولتختار الوسيلة وفقاً للهدف ..
–
الغاية تبرر الوسيلة ،، ولكي تتغلب عليك بأن تتأقلم ،، ولكي تتأقلم عليك بأن ترتجل ،، وقبل أن ترتجل عليك بأن تدرك ،، فعليك أن تعي ذاتك ،، ولتشك دائماً فالشك هو السبيل الوحيد إلى اليقين ،، فالعقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يكن من المؤمنين بها ،، فلا تتكبر ولا تتقهقر ولا تتعالي ،، ولتتذكر دوماً لا تسئ الظن بالأخرين ،، ولتبحث دوماً عن ماهية الدليل ،، ولتعلم بأنك وأنا أكبر دليل ،، فلتكن جريئاً ولا تتهور ،، ولتكن شجاعاً ولا تتجبر ،، ولتتذكر دوماً بأننا سواسية ..
–
أنعكست الصورة فأتضح شيب الفكر ،، وأنعكست الرؤيا فظهر ما كانوا يخبئون ،، وبحثت عن مأوى لي في الحياة فما وجدت مكان لـ يأويني ،، وما رأيت العزة إلا كشعارات ،، فأما الكرامة فوجدتها لافتات ،، وحين سألت عن العدل أخبروني بأنه قد مات ،، وأما عن الظلم فأخبروني بأنه آت ،، فما كان لي إلا أن تسألت ،، وعن الأدلة فتشت ،، وكانت النتيجة بأنني تعجبت ،، وحين أصدروا حكم البراءة تلهفت ،، لأجل قراءة الحيثيات وتعجبت ،، فقد تاهت الأدلة ولم يجدوا الدليل ،، فيا أهل العدل لتعلموا بأنني أنا الدليل ..
منذ طفولتي لم أرى إلا الظلام ،، وأنتم لا ترون الدليل ،، فأنا خير شاهد وخير دليل ،، فإن أعمتكم مناصبكم عن رؤيتي فلتسمعوا صراخي ،، وإن كنتم صُم لا تسمعون ،، فلتحاولوا أن تكونوا بُكم لا تتحدثون ،، ولا تنظروا لمراياكم حتى لا تبصروا قبحكم ودنائتكم ،، ولتستمروا في تلهفكم نحو المال ،، ولتحتقروا لأنهم يتوسلون إليكم ،، فأما أنا سأظل هكذا ولن أتوسل أبداً ..
وأعدكم بأننا ܓܨ لن نموت ܓܨ