رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

إليكم الجزء السادس من قصة نجمة عمر ” الغرف الفارغه “

تنشر لكم جريدة عيون المجلس الجزء الخامس من القصة المنتظرة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر.

هبط الليل وهز هدوء الفراغ صوت منبعث من أعماق الغابة المسكونة ..كان من الصعب التمييز بين الصوتين ،النواح الخافت وصوت البومة العمياء..ربما مازال الليل لا يرغب في الولوج في ذاكرة النهار ..أدخل الفجر أظافره المعقوفة في ثوب الليل فمزقه وسكب خيوط النحو والصرف والاستعارة..استعار النهار بقعة الضوء من الليل المحلولك ..كان العالم مختلفا ومغايرا ..فتح الضوء ذراعيه فأحس باحتضانه للغة عربية مختلفة فطرب واستغرب ..طلب منها النهار اللحاق به حيث نهر الأحلام المتدفق من ليل العشاق ..أغلقت أزرار ثوبها المنسدل ورشفت جرعة من النور وانطلقت تتبع ظله فهو الذي سيقيها حرارة الشمس التي لم تعتد على رؤيتها..كانت تحترق ببطء ولا يظهر أثر الاحتراق لأنها هالة من نور فلا ينكشف ألمها لساكني النهار وتضيء عتمة الليل الحقيقي..التصقت بالضوء وهي تتجول بين شوارع المدينة المكتظة فالتصقت بالعرق ووقفت على باب قبو ..عبثا تزور هذا العالم المضيء..رأت الرجال يلعبون أدوارهم الحقيقية وزملاء الوجع يكتبون القصائد واسمها مدسوس بين السطور وتترأس العناوين..كان الكل يتغزل بجمال الليل ويعبثون مع الحقيقة في النهار..امتزج ضجيج الألوان بصوت القنابل ولون السماء الأزرق بالأحمر القاني فتوقفت وغرست أناملها في الفضاء و سكبت قطرات نور على جدار قصاصات الأرواح ..كان جدارا واحدا والأرواح تنهال تنهشها بلا شبع..كانت اللغة تشعر بالشراهة والرغبة في جمع القبل من رقيقة راقية متمرسة في الأبجديات ..صارت الناعمة شرسة والتفت بوشاح لتخفي هالة الضوء المنبعثة من قلبها ..اكتفت بفتات الرياح و ابتعدت عن الضوء..أصبح الحديث بلا لغة ..كانت الحفلة تشرف على النهاية والكل يسأل عنها..كانت مازالت تدرس قواعد اللغة..كان الحوار أكذوبة ولغة الروح أسطورة ..كان الالتصاق بالجسد المتعرق شرطا لتفهم لغة الحب لكنها انسحبت وتركت اللغة حيث تاهت ..اشتاقت لعالمها حيث القمر والنجوم والأفلاك..كان طريق العودة سيكلفها حياتها لأن الضوء الذي كان يظللها من الشمس الحارقة انسحب بدوره ولحق بأثواب شفافة تريح نهمه وتشبع شراهته وتدفن أخلاقه..بسرعة عزمت على نصب خيمة العزاء والموت فوق أرضها والقبر كان السماء..بثقل الوجع والخيبة قطعت حبل الوصال وقصت الشريط الأسود ذلك الجسر الذي ربط الليل بالنهار وألقت بكتاب قواعد اللغة في ذلك النهر وارتقت لعالمها الحقيقي .

هنا ينتهي الجزء السادس من قصة “الغرف الفارغة” للكاتبة نجمة عمر علي، وسبق أن نشرت الكتابة نجمة عمر الجزء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس من قصتها عبر موقع جريدة عيون المجلس.

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

اليوم ذكرى رحيل المخرج الكبيرعز الدين ذو الفقار

اليوم ذكرى رحيل المخرج الكبيرعز الدين ذو الفقار

كتبت/تغريد نظيف . «تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار، الذي رحل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *