عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
متابعه من كوريا – محمود ابو السعود
انعقدت القمة الكورية الإفريقية الافتتاحية في سيول هذا الأسبوع، حيث تسعى الدولة الآسيوية إلى تطوير علاقات أقوى مع القارة التي يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها حيوية للوصول إلى المعادن الحيوية التي تعتمد عليها صناعة التكنولوجيا في كوريا الجنوبية.
وشهدت القمة، التي حضرها ما لا يقل عن 30 رئيس دولة أفريقية، توقيع العديد من الاتفاقات الكبرى.
وتعهدت كوريا الجنوبية بالتبرع بمبلغ 10 مليارات دولار لأفريقيا كمساعدات خارجية بحلول عام 2030 وتقديم 14 مليار دولار أخرى في شكل ائتمانات تصدير للشركات الكورية الراغبة في دخول الأسواق الأفريقية. ووقعت سيئول أيضًا اتفاقية قرض ميسر بقيمة 2.5 مليار دولار مع تنزانيا، مع استخدام الأموال لتمويل عمليات تحديث كبيرة في البنية التحتية للرعاية الصحية في زنجبار. وتم توقيع صفقة مماثلة بقيمة مليار دولار مع إثيوبيا لتمويل التنمية في البنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والصحة والتنمية الحضرية.
وركزت القمة بشكل كبير على المعادن المهمة، حيث اتفق زعماء كوريا الجنوبية والأفارقة على إطلاق “حوار المعادن المهمة”. وقال الرئيس يون سوك يول إن الحوار يهدف إلى “وضع مثال لسلسلة توريد مستقرة من خلال التعاون متبادل المنفعة والمساهمة في التنمية المستدامة للموارد المعدنية في جميع أنحاء العالم”.
وقد اتجهت سيول إلى أفريقيا للحصول على موارد مثل الجرافيت ، وهو أمر ضروري لإنتاج البطاريات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، خاصة وأن الصين المجاورة شددت ضوابط التصدير لمثل هذه المعادن المهمة.
تقول إميليا كولومبو، وهي زميلة غير مقيمة في برنامج أفريقيا التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة، إن القمة “تدل على ارتفاع في تواصل كوريا الجنوبية مع القارة، وهي ممارسة يتبعها شركاء أفريقيا التقليديون، مثل كما تبنته الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا منذ فترة طويلة، وهذا لديه القدرة على بناء علاقات على أعلى مستوى حكومي.
وتشرح قائلة: “إن سياسة كوريا الجنوبية تجاه أفريقيا كانت تاريخياً مدفوعة باحتياجات كوريا إلى النفوذ السياسي، والوصول إلى الموارد، وتعزيز القوة الناعمة”. “إن بروز المعادن المهمة خلال هذه القمة، على سبيل المثال، إلى جانب التركيز على تعزيز الاستثمار التجاري الكوري في القارة، يشير إلى أن القضايا الاقتصادية والموارد والقوة الناعمة هي دوافع مهمة لهذا الاهتمام المتزايد”.
