تجدد الاشتباكات في جبل موية وسط السودان بين الجيش السوداني والدعم السريع

كتبت: مروة الجبار

شهدت منطقة جبل موية الواقعة غرب ولاية سنار جنوب شرق السودان، تجدد الاشتباكات المتقطعة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني يوم الثلاثاء. تأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة عقب معارك ضارية، أجبرت قوات الجيش السوداني على الانسحاب إلى مواقع دفاعية.

سيطرة استراتيجية وتداعيات خطيرة

تمثل السيطرة على منطقة جبل موية أهمية استراتيجية كبيرة، إذ تربط بين ثلاث ولايات سودانية هي النيل الأبيض، وسنار، والجزيرة. يمكن لهذه السيطرة أن تهدد أمن الطرق الحيوية وتفتح خطوط إمداد جديدة للتزود بالعتاد العسكري لقوات الدعم السريع.

وفقاً لمصادر محلية، انسحب الجيش السوداني بالكامل من جبل موية، مما ترك المدنيين يواجهون مصيراً مجهولاً في مواجهة قوة مدججة بالسلاح. وأفادت المصادر ذاتها بأن قوات الدعم السريع قامت فور سيطرتها على البلدة بنهب ممتلكات المواطنين.

نزوح المدنيين

أدى تجدد القتال إلى نزوح مئات الأسر من منطقة جبل موية باتجاه المدن الكبيرة في الولاية مثل سنار، وربك، وسنجة. وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس، إن المئات فروا سيراً على الأقدام بحثاً عن الأمان في ظل الاشتباكات المتواصلة.

ردود الأفعال والمواقف الرسمية

التزم الجيش السوداني الصمت بشأن سقوط البلدة ذات الموقع الجغرافي المهم، في حين أعلن المتحدث باسم المقاومة الشعبية التي تقاتل إلى جانبه، عمار حسن، على فيسبوك عن بدء عمليات استرداد جبل موية. من جهة أخرى، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، في بيان على منصة إكس، أن قواتهم حققت “انتصاراً على ميليشيا البرهان وكتائب الحركة الإسلامية الإرهابية”، مشيراً إلى تسلم 57 عربة وحرق 12 أخرى.

مخاوف وتوتر في سنار

أعرب سكان في سنار عن قلقهم من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على المدينة، في ظل تواجد قوات كبيرة من الجيش السوداني داخلها. على الرغم من الهدوء النسبي الذي ساد المدينة يوم الثلاثاء، إلا أن الخوف والتوتر كانا سيدي الموقف، كما بثت منصات تابعة للدعم السريع تسجيلات مصورة لقواتها تجري عمليات تمشيط واسعة في منطقة جبل موية، مما يؤكد سيطرتها التامة على المنطقة.

الحرب الشاملة بين الجيش والدعم السريع

يذكر أن السودان يشهد منذ 15 أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من المدنيين. وقد فشلت عدة محاولات دولية في عقد لقاء مباشر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع لإنهاء الحرب، مما يعقد الوضع الإنساني والسياسي في البلاد.

في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في السودان مهدداً بمزيد من التصعيد العسكري والإنساني، مع استمرار الاشتباكات ونزوح المدنيين في مناطق النزاع.