الأمم المتحدة تعلن مجاعة في السودان وتحذر من أزمة إنسانية متفاقمة

كتبت: سماح علي حامد

أعلنت الأمم المتحدة مجاعة في مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، واصفة الوضع هناك بالكارثي وفقاً للمعايير التي وضعتها لجنة مراجعة المجاعة التابعة للأمم المتحدة.

وأفاد محمد جمال الدين، المنسق الإعلامي لبرنامج الغذاء العالمي في السودان، أن مخيم زمزم هو الوحيد الذي تمكنا من إعلان المجاعة فيه، محذراً من احتمالية كبيرة لإعلان المجاعة في 13 منطقة أخرى بالسودان، منها الخرطوم والجزيرة وكردفان وولايات دارفور الخمس.

ووفقاً للتقارير، فإن الظروف المعيشية في تلك المناطق تُشبه المجاعة، مع معاناة 30% من الأطفال من الهزال وتضرر 20% من البالغين من الجوع الشديد. وأكدت تنسيقية النازحين في إقليم دارفور أن متوسط عدد الوفيات اليومية في المخيمات يتراوح بين 20 و25 شخصاً بسبب سوء التغذية الحاد وشح الغذاء والأدوية.

فرار من جحيم الحرب

شهدت مدينة الفاشر، حيث يقع مخيم زمزم، قصفاً متبادلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما دفع السكان إلى الهروب إلى المناطق الآمنة داخل المدينة. وارتفع عدد سكان المخيم من 250 ألفاً إلى حوالي 500 ألف شخص بسبب النزوح.

موجات النزوح تفاقم الأزمة

تسببت موجات النزوح في الضغط على موارد المخيم، مع وصول الفارين في ظروف إنسانية متردية، ما فاقم المعاناة. وأفاد نصر يوسف رجب جمعة، عضو لجنة الطوارئ بالمخيم، أن النازحين يصلون وهم حفاة، وقد توفي بعضهم فور وصولهم بسبب الجوع.

العوائق أمام إيصال المساعدات

يعاني برنامج الغذاء العالمي من صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم زمزم منذ أبريل الماضي، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر. ويعقد الموسم المطير الحالي في دارفور عبور الطرق المؤدية إلى معبر الطينة الحدودي بين تشاد والسودان، بينما يبقى معبر أدري مغلقاً من قبل الحكومة السودانية.

تحذيرات من مجاعات متوالية

حذر محمد جمال الدين من أن الوضع قد يصبح كارثياً إذا لم يتم تسهيل إيصال المساعدات عبر المعابر، مؤكداً أن برنامج الغذاء العالمي على تواصل مع جميع أطراف النزاع في السودان.

نفي حكومي لوجود مجاعة

في 26 يوليو، شكك وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشري في بيانات الأمم المتحدة التي أشارت إلى معاناة 755 ألف شخص من الجوع الكارثي، نافياً وجود مجاعة في البلاد. ورغم إعلان المجاعة في مخيم زمزم، لم يتلقَ رد من الوزير حتى الآن.

تأتي هذه المرة الثالثة فقط التي تُعلن فيها المجاعة منذ إنشاء نظام المراقبة قبل 20 عاماً، مما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تواجه السودان حالياً.