الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في معالجة أزمة الغذاء العالمية الراهنة؟

كتب: محمد ابو عمر – Mohamed Abouomar نقلا عن وكالات انباء

تشهد الزراعة الأمريكية تحولات ملحوظة نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت التكنولوجيا المتقدمة ضرورة لا غنى عنها في هذا القطاع.

في أحد الحقول الخصبة في منطقة الغرب الأوسط الأمريكي، قام مزارع بتوجيه هاتفه الذكي نحو نبات فول الصويا الخاص به، ملتقطاً صورة لإحدى الآفات التي تزحف على ورقة الشجرة. ثم استخدم برنامج يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لتحديد نوع الحشرة، بهدف تقييم ما إذا كانت تمثل مصدر قلق له أم لا.

يعاني قطاع الزراعة بشكل عام من تدني الربحية وتراجع إنتاج المحاصيل نتيجة نقص الأيدي العاملة اللازمة. حيث يواجه المزارعون في الولايات المتحدة – والتي تُعتبر ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الإنتاج الزراعي بعد الصين والهند – تحديات كبيرة تتمثل بنقص القوة العاملة لدعم أنظمة زراعة المحاصيل الغذائية المطلوبة لإطعام سكان العالم.

بالإضافة إلى ذلك، يشكل تقدم سن المزارعين مشكلة أخرى تعيق تطوير هذا القطاع. إذ يعاني العديد منهم من صعوبة أداء الأعمال اليدوية الطويلة تحت أشعة الشمس لإدارة مزرعتهم بكفاءة. وعلى الرغم من أن هذه المهام كانت تؤدى غالباً بمساعدة أفراد العائلة لعقود طويلة، فإن الجيل الجديد يبدو أقل رغبةً في استلام زمام الأمور مقارنة بالسابق؛ فالكثيرون منهم يميلون إلى اختيار وظائف تتسم بأجور أفضل وأقل كثافة عمالية خارج مجال الزراعة. وتعكس هذه التحولات أيضا التحديات المتعلقة بالعمالة الأجنبية المستأجرة التي تشكل جزءًا كبيرًا من القوى العاملة الزراعية.

إميلي بوكمان، مديرة الشؤون الحكومية في رابطة مكاتب المزارع الأمريكية، وهي جمعية تجارية متخصصة، تُشير إلى أن “قضية العمالة تُعتبر الأبرز حالياً، حيث يبلغ متوسط عمر المزارعين 60 عاماً”.

نشأت بوكمان في مزرعة بولاية كنتاكي الأمريكية، ولا يزال والدها الذي يبلغ من العمر 70 عاماً يعمل في الزراعة بمساعدة شقيقها فقط.

في مواجهة هذه التحديات، بما في ذلك انخفاض عدد اليد العاملة وزيادة التكاليف وتراجع غلات المحاصيل، يخطط بعض المزارعين الأمريكيين للاعتماد على الروبوتات وأدوات الذكاء الاصطناعي كحلول محتملة.

وتؤكد بوكمان قائلة: “نبحث عن حلول لهذه القضايا ونعتقد أن التطورات التكنولوجية يمكن أن تسهم بشكل كبير في تخفيف أعباء العمل”.

كما يجدر بالذكر أن استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي ليس بالأمر الجديد تماماً. فقد تم توظيفه بصفة أولية منذ حوالي عقدين من الزمن عبر إمكانيات مثل أنظمة التوجيه الآلي لجني محاصيل مثل الذرة. ومع ذلك، فإن تبني استخدام الذكاء الاصطناعي قد شهد تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى أن 87% من الشركات العاملة في قطاع الزراعة الأمريكي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة أو بأخرى اعتباراً من أواخر عام 2021.

تقول إميلي بوكمان، مديرة الشؤون الحكومية في رابطة مكاتب المزارع الأمريكية، وهي منظمة تجارية تعمل في قطاع الزراعة: “تشكل مسألة العمالة التحدي الأكبر، حيث يبلغ متوسط عمر العاملين في القطاع الزراعي حالياً 60 عاماً.”

نشأت السيدة بوكمان في مزرعة بولاية كنتاكي الأميركية، ولا يزال والدها الذي تجاوز السبعين من العمر يمارس عمله في الزراعة بمساعدة شقيقها فقط.

لمواجهة هذه القضايا، وخصوصاً مع تراجع أعداد اليد العاملة وزيادة التكاليف وانخفاض إنتاج المحاصيل، يتوجه بعض المزارعين الأمريكيين نحو الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل الروبوتات وأدوات الذكاء الاصطناعي.

وتشير بوكمان إلى أن “علينا التفكير في حلول مبتكرة لهذه المشاكل. ونؤمن بأن التطورات التكنولوجية يمكن أن تسهم بشكل فعّال في تقليل الأعباء المرتبطة بالعمل.”

على الرغم من أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة ليس مفهوماً جديداً بالكامل—حيث بدأ تطبيقه عمليا قبل حوالي عشرين عاماً عبر نظم التوجيه الآلي المستخدمة لجمع محاصيل كالمحاصيل الحقلية—إلا أن اعتماده قد شهد تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة. وفقًا لتقديرات حديثة، استخدم نحو 87% من الشركات الأمريكية العاملة في قطاع الزراعة الذكاء الاصطناعي بصورة أو بأخرى اعتباراً من أواخر عام 2021.

توجد الآن أجهزة روبوت قادرة على تنفيذ عمليات الفرز الآلي، والتي كانت تتطلب سابقاً وجود قوة عاملة بشرية. على سبيل المثال، تستفيد بعض المزارع من تقنيات الذكاء الاصطناعي لفرز البطاطس، حيث تقوم هذه التقنية بكشف العيوب المحددة. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم العديد من المزارعين أدوات زراعية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية زراعة البذور وإزالة الأعشاب الضارة من الحقول. وهذا يعزز الكفاءة وينقل العملية الزراعية إلى مستوى أكثر تقدمًا وفاعلية عبر استبدال عشرات العمال البشريين بشكل فعال.

يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليل استهلاك الموارد مع تحسين غلات المحاصيل جزءًا من استراتيجية شاملة تعرف باسم “الزراعة الدقيقة”. وتتمثل الفكرة في تمكين المزارعين من الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة، مثل الطائرات المسيرة، لتقييم مستويات المياه أو رش المبيدات الحشرية بدقة عالية في المناطق التي تعاني من مشاكل معينة.

تشير السيدة بوكمان إلى أن “الزراعة الدقيقة تساعد في تقليل هدر المياه، كما تتيح إجراء المزيد من المهام باستخدام موارد أقل وبكفاءة أعلى”.

وتضيف: “قبل ثلاثين عامًا، كانت الزراعة الأمريكية بحاجة إلى 100 مليون فدان إضافي لمواصلة تحقيق مستويات الإنتاج الحالية”. وتعزى هذه التحسينات بشكل كبير إلى تطبيق استراتيجيات دقيقة تترافق مع استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة.

ساهمت العديد من الشركات الرائدة على مستوى العالم في تطوير هذا المجال، ومن بينها شركة “جون ديري” والتي يقع مقرها في ولاية إلينوي. تقوم الشركة بتطوير وتصنيع الجرارات والأدوات التقنية المستخدمة في الأنشطة الزراعية على نطاق عالمي.

وبهذا الصدد تقول سارة شنيكل، مديرة التقنيات الناشئة لدى مجموعة الحلول الذكية بشركة جون ديري: “هدفنا هو دعم المزارعين لكي يتمكنوا من أداء مهامهم بشكل أفضل بإستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا”. وتؤكد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد أحدثت تحولًا حقيقيًا في ممارسات الزراعة وأن المزارعين يتبنونها بشكل متزايد. نعتقد أن المزيد منهم سيعتمدون على هذه التكنولوجيا مستقبلاً.

أكدت السيدة شنيكل أن شركة جون ديري قد قدمت مجموعة واسعة من أدوات الذكاء الاصطناعي لفائدة المزارعين على مدى العقود الماضية، بما في ذلك نظام التوجيه الآلي “أوتوتراك Autotrac”، الذي يمكّن الجرارات من العمل بكفاءة دون تدخل بشري.

في عام 2018، أطلقت الشركة تقنية جديدة تعرف باسم “سي آند سبراي See & Spray”، والتي تسهم في دمج الذكاء الاصطناعي مع الآلات الزراعية. هذه التقنية تساعد المزارعين على التعرف بدقة على مواقع الأعشاب الضارة داخل المحاصيل وإزالتها، مما يتيح استخدام مبيدات الأعشاب فقط عند الضرورة وبشكل دقيق للغاية.

وأشارت شنيكل إلى أن هذه الابتكارات قد أدت إلى تقليل استخدام مبيدات الأعشاب بنسبة تصل إلى 66%، مما وفّر تكاليف كبيرة للمزارعين. وأوضحت قائلة: “هناك عائد استثماري ملموس نتيجة застосування таких інструментів”.

خلال العامين الماضيين، كشفت شركة جون ديري أيضاً عن طرح جرارات ذاتية القيادة بالكامل. وذكرت شنيكل أن هذه الطرازات تمثل خطوة بارزة نحو تحقيق مزيد من الاستقلالية في القطاع الزراعي، ومن المتوقع إحراز تقدم سريع في هذا المجال خلال السنوات المقبلة.

وأضافت: “نهدف لتحقيق الاستقلالية الكاملة عبر جميع مراحل إنتاج الزراعة بحلول عام 2030”.

إن خفض التكاليف وزيادة الأرباح يشغلان مكانة مركزية بالنسبة للمزارعين والشركات الزراعية الأمريكية؛ ومع ذلك فإن الفوائد الممتدة تتجاوز ذلك وتشمل تأثيرات إيجابية عالمياً.

وفي هذا السياق قال ستيفن طومسون، المشرف على البرنامج الوطني للهندسة الزراعية وهندسة النظم الحيوية بمعهد إنتاج الأغذية والاستدامة التابع لوزارة الزراعة الأمريكية: “تحسين الإنتاجية في الحقول يعني زيادة العائد المالي للمزارعين وتعزيز سلاسل الإمداد بأسعار أقل للمستهلكين”.

يضيف: “إن الممارسات الأكثر استدامة تعني تقليل هدر الموارد الطبيعية والحد من الأضرار البيئية على كوكبنا”. وقد يتضمن ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المحاصيل والحيوانات، مما يسهم في التخلص من النباتات المريضة وزيادة الأرباح وحماية البيئة.

تركز الحكومة الأمريكية بشكل متزايد على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي، مما أدى إلى إطلاق مجموعة من المنح بالإضافة إلى الاستثمارات في معاهد أبحاث الذكاء الاصطناعي المتخصصة في هذا المجال.

ويشير طومسون إلى أن الهدف الرئيسي وراء هذه المبادرات هو تطوير أدوات لدعم اتخاذ القرار تكون سهلة الاستخدام ومعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بهدف مساعدة مشرفي الأراضي على تحديد الخيارات التي تحقق الفائدة للبيئة والاقتصاد والمجتمع.

تُعتبر العديد من الأدوات الحديثة متطورة بشكل ملحوظ، حيث تركز على توصيل الموارد بدقة ومراقبة التربة وتتبع مسببات الأمراض لتعزيز سلامة الأغذية. كما تشمل الابتكارات أجهزة الروبوت التي تُسهم في عملية حصاد المحاصيل؛ إلا أن الأمر لا ينفي وجود ابتكارات أبسط نتيجة لهذه الاستثمارات.

يشير جاناباثيسوبرامانيان إلى أن الباحثين في ولاية آيوا قد استفادوا من الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات مثل تطبيق الهاتف الذكي الذي يمكنه تحديد الآفات، وهو ما يساهم في توفير ساعات عديدة من العمل اليدوي. تساعد الأدوات قيد التطوير أيضًا هؤلاء المزارعين في تقليل النفقات، وهي خطوة أساسية لضمان استدامة الزراعة ماليًا خاصةً وسط هوامش الربح الضئيلة التي يعاني منها القطاع حاليا.

يوضح السيد شنابل أن “الذكاء الاصطناعي يمثل أداة طبيعية ومربحة للمزارعين، حيث يسهم في تمكينهم من اتخاذ قرارات فعّالة ومحلية، مع مراعاة المخاطر وتقييمها بشكل أفضل”. ويشير إلى إمكانية توسيع نطاق استخدام هذه الأدوات عالمياً بسهولة، مما قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في غلات المحاصيل في المناطق التي تعاني من الحاجة الملحة، مثل منطقة جنوب شرق آسيا.

ويضيف: “تبلغ التكلفة الهامشية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الهند قريباً من الصفر؛ فإذا تم تصنيع هذه الأدوات، فلن توجد تكلفة لتوزيعها”.

يعبّر الخبراء عن تفاؤل حذر إزاء القدرة المحتملة لهذه الأدوات على تعزيز قطاع الزراعة وتقليل التهديدات الناجمة عن تغير المناخ وسوق العمل غير المستقر وغيرها من التحديات، إذا ما استخدمها المزارعون بشكل واسع النطاق.

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد: نلاحق قادة حماس واحتمال مقتل السنوار مرتفع كتبت: سماح علي حامد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *