رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

معركة قادش: المعركة التي لم تُحسم ولكنها غيّرت مجرى التاريخ

كتب: أحمد شعبان

معركة قادش، التي وقعت في عام 1274 قبل الميلاد، تعتبر واحدة من أشهر وأكبر المعارك في العالم القديم. دارت المعركة بين الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثاني، وجيش الإمبراطورية الحيثية بقيادة الملك مواتلي الثاني. وقعت المعركة بالقرب من مدينة قادش، التي تقع على ضفاف نهر العاصي في سوريا الحديثة. كانت قادش مدينة استراتيجية، إذ كانت تقع على طرق تجارية هامة، والسيطرة عليها كانت تعني السيطرة على موارد اقتصادية وعسكرية كبيرة في المنطقة.

أحداث المعركة: الخداع والتكتيكات العسكرية

بدأت المعركة بخدعة بارعة من قبل الحيثيين، حيث أرسلوا جواسيس إلى الجيش المصري لإيهام رمسيس الثاني بأن جيش الحيثيين كان بعيدًا. ونتيجة لذلك، تقدم رمسيس بجيشه نحو قادش دون أن ينتظر وصول تعزيزاته العسكرية. عندما وصل إلى مشارف قادش، أدرك أن جيشه وقع في كمين، حيث وجد نفسه محاصرًا من قبل القوات الحيثية.

رغم هذا الفخ، أظهر رمسيس الثاني شجاعة كبيرة، حيث قاد بنفسه هجومًا مضادًا، تمكن من خلاله من إعادة تنظيم قواته وصد الهجوم الحيثي. المعركة كانت شرسة، واستخدم فيها الطرفان تكتيكات متقدمة بالنسبة لزمنها، ولكن رغم كل الجهود، لم يتمكن أي من الطرفين من تحقيق نصر حاسم.

النتائج والمعاهدة التاريخية

بعد المعركة، ورغم أنها لم تسفر عن فوز حاسم لأي من الطرفين، اتفق المصريون والحيثيون على توقيع معاهدة سلام. هذه المعاهدة، التي نُقشت على جدران معابد الكرنك في مصر، تُعد أول معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ. نصت المعاهدة على وقف الأعمال العدائية وتبادل الأسرى وتحديد مناطق النفوذ. هذه المعاهدة لم تكن مجرد نهاية لمواجهة عسكرية، بل كانت بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون بين القوتين.

معركة قادش في الذاكرة التاريخية

تمثل معركة قادش إحدى أهم الأحداث العسكرية في التاريخ القديم، حيث أظهرت براعة رمسيس الثاني كقائد عسكري وأكدت على قوة الإمبراطورية المصرية. لكن الأهم من ذلك هو أن المعركة أصبحت رمزًا للأهمية الاستراتيجية للتفاوض والدبلوماسية، وهو ما تمثل في معاهدة السلام التي تلتها.

من خلال هذه المعركة، نستطيع أن نفهم كيف كان الفراعنة يديرون حروبهم وكيف كانت قراراتهم تؤثر على مجرى التاريخ. كما تظل معركة قادش درسًا تاريخيًا في الشجاعة والقيادة، وفي كيفية تحويل الهزائم المحتملة إلى فرص للتفاوض والسلام.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

وزارة السياحة والآثار تشارك في إطلاق تطبيقات لتعزيز السياحة البيئية في المحميات الطبيعية

وزارة السياحة والآثار تشارك في إطلاق تطبيقات لتعزيز السياحة البيئية في المحميات الطبيعية

كتب: محمد إبراهيم شاركت الأستاذة يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار، نيابة عن الوزير شريف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *