الاتحاد الأوروبي يطالب باستئناف المساعدات للأونروا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

ESLAM NOUR

دعا الاتحاد الأوروبي المانحين الدوليين إلى استئناف التمويل لوكالة الأمم المتحدة الرائدة في غزة، وذلك بعد أن وجدت مراجعة أن إسرائيل لم تقدم أدلة تثبت ادعائها بأن الآلاف من موظفي الأونروا هم أعضاء في جماعات إرهابية. توقفت عدة دول عن تمويل الوكالة بسبب اتهامات بمشاركة بعض موظفيها في هجمات حماس على إسرائيل.

وتصر الولايات المتحدة على عدم استئناف مساعداتها إلا بعد تحقيق الأونروا “تقدما حقيقيا”. تعمل وكالة الأونروا، التي تقدم الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، على توظيف 13 ألف شخص في غزة.

رحّب مسؤول الشؤون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، بالتقرير الصادر يوم الاثنين لإبرازه العدد الكبير من أنظمة الامتثال التي وضعتها الوكالة، بالإضافة إلى التوصيات الخاصة بتطويرها بشكل أكبر.

ودعا الدول المانحة إلى دعم الأونروا، مُصفيًا إياها بأنها “شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين”. وأكد وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، هذا الرأي، حيث أشاد بدول مثل أستراليا وكندا وفنلندا وألمانيا وأيسلندا واليابان والسويد لاستئناف تمويلها بالفعل. ولم تقم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا والنمسا وليتوانيا بهذه الخطوة بعد.

وصرّح المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن، جون كيربي، أن “تمويلنا للأونروا لا يزال معلقًا”.

وصرح نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل بأن الحكومة تعتزم دراسة التقرير عن كثب، مؤكدًا “نواصل بالطبع دعم الجهود المهمة التي تقوم بها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويجب أن تستمر هذه الجهود”. وقد اتهمت إسرائيل أكثر من 2135 موظفًا في الوكالة بالانتماء إلى حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني – إلا أن المراجعة المستقلة التي أجرتها الأمم المتحدة بإشراف وزير خارجية فرنسي سابق، نفت صحة هذه الادعاءات بقولها إن إسرائيل لم تقدم بعد “أدلة دامغة” تثبت ذلك. وبالرغم من اعتراف التقرير بـ”الإطار القوي” للأونروا، إلا أنه أشار إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود لتعزيز حيادية الوكالة، وضرورة تحسين إجراءات التحقق من هويات الموظفين وتعزيز شفافية عملياتها. وأكدت الوكالة بقوة أنها تُجري فحوصات دقيقة على جميع الموظفين، كما تشارك قوائم الموظفين مع إسرائيل.

تشير السلطات الإسرائيلية إلى أن التقرير يتجاهل خطورة المشكلة، وتزعم أن الأونروا لديها روابط منتظمة مع حماس. ويأتي دعوة الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي كرر فيه المبعوث الإنساني الأميركي إلى غزة، ديفيد ساترفيلد، تحذيراته من خطر المجاعة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية، وخاصة في الشمال، وذلك بشدة. وقد نجم الوضع الكارثي عن الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد هجمات السابع من أكتوبر.

كان يدخل إلى غزة في السابق نحو 500 شاحنة محملة بالمساعدات يوميًا، لكن الرقم تراجع بشكل كبير بعد بدء الحرب. واتهمت إسرائيل أيضًا بإبطاء عمليات التسليم من خلال إخضاع الشاحنات لعمليات تفتيش معقدة وتعسفية، وفي الشهر الماضي أمرت المحكمة العليا في الأمم المتحدة إسرائيل بتمكين تدفق المساعدات إلى غزة دون عوائق.

ووعدت إسرائيل بزيادة المساعدات تدريجيا إلى مستويات ما قبل الحرب وتظهر أرقام الأونروا أن 316 شاحنة دخلت غزة يوم الاثنين وهو أعلى رقم منذ بداية الحرب. ومع ذلك، كان المتوسط ​​خلال الأيام السبعة الماضية 190. وقال ساترفيلد إن إسرائيل يجب أن تفعل كل ما في وسعها لوقف ذلك.ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لتقديم المساعدات للمحتاجين. وحتى الآن، قُتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة،