الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

بعد تحقيق الاستقلال.. الكونغو تغتال بطل حريتها باتريس لومومبا

كتب: أحمد شعبان

لن ينسى التاريخ اسم باتريس لومومبا، كزعيم ناضل من أجل استقلال بلاده عن الاستعمار البلجيكي. وُلد في عام 1925 وتحوّل إلى رمز للنضال ضد الاستعمار والظلم، لكنه سرعان ما وجد نفسه ضحية لمؤامرات دولية بسبب مواقفه المناهضة للاستعمار والمطالبة بسيادة الكونغو على ثرواتها. في هذا التقرير نلقي الضوء على حياته ونضاله والظروف التي أدت إلى اغتياله.

النضال من أجل الاستقلال

بدأ لومومبا نشاطه السياسي في الخمسينيات، حيث انخرط في العمل النقابي وسرعان ما أصبح قائدًا لحركة شعبية تطالب باستقلال الكونغو عن بلجيكا. كانت بلجيكا تستغل ثروات الكونغو الطبيعية، وخاصة مناجم النحاس واليورانيوم، ما جعلها مستعمرًا عنيدًا يصعب التخلي عن سيطرته.

خطاب الاستقلال.. تحدٍ للاستعمار

ألقى لومومبا خطاب الاستقلال في 30 يونيو 1960 بحضور الملك البلجيكي بودوان، حيث ندّد بالجرائم التي ارتكبتها بلجيكا بحق الشعب الكونغولي، ووجه لومومبا كلماته الجريئة إلى الملك مباشرة، متهمًا الاستعمار البلجيكي بنهب ثروات البلاد. كان هذا الخطاب صادمًا للمجتمع الدولي، واعتبرته القوى الاستعمارية تهديدًا لمصالحها في المنطقة.

الصراع الداخلي والمؤامرات الدولية

لم يكن الاستقلال هو نهاية الصراع، بل البداية. سرعان ما اندلعت الفوضى في الكونغو، حيث سعت القوى الاستعمارية لإعادة السيطرة على البلاد. دخلت البلاد في مرحلة من الاضطرابات الداخلية، والتي غذّتها الدول الغربية والولايات المتحدة بالتعاون مع بلجيكا. كانت مخاوف الغرب تكمن في أن لومومبا يتجه نحو الاتحاد السوفييتي بحثًا عن دعم اقتصادي وعسكري، ما دفع القوى الغربية إلى اعتبار لومومبا تهديدًا محتملاً خلال الحرب الباردة.

الانقلاب العسكري واعتقال لومومبا

في سبتمبر 1960، وقع انقلاب عسكري بقيادة جوزيف موبوتو، بدعم من الولايات المتحدة وبلجيكا، أدى إلى عزل لومومبا عن السلطة. تم اعتقاله في ديسمبر من نفس العام، وتعرض لتعذيب وحشي، حيث نُقل إلى إقليم كاتانغا الانفصالي الذي كان مدعومًا من بلجيكا.

اغتيال لومومبا.. النهاية المأساوية

في 17 يناير 1961، تم اغتيال لومومبا بوحشية على يد جنود انفصاليين مدعومين من بلجيكا وموبوتو، بتنسيق مع أجهزة استخبارات غربية. تم دفن جثته بطريقة سرية، ثم نُبشت لاحقًا وتم إذابتها في الحمض لإخفاء أي أثر للجريمة. اغتيال لومومبا لم يكن مجرد تصفية جسدية، بل محاولة لإنهاء فكرة استقلال الكونغو عن الهيمنة الأجنبية.

إرث لومومبا

رغم اغتياله، ترك باتريس لومومبا إرثًا لا يُمحى. أصبح رمزًا للنضال من أجل الحرية والاستقلال في إفريقيا والعالم. اسمه يذكر دائمًا كأحد أبرز القادة الأفارقة الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لتحرر شعوبهم. اليوم، يُعتبر لومومبا بطلًا قوميًا في الكونغو، وتُخلّد ذكراه في العديد من الدول التي رأت في نضاله مصدر إلهام.

باتريس لومومبا كان رجلًا حمل آمال ملايين الكونغوليين في الحرية، ولكنه واجه قوى استعمارية لا ترحم. اغتياله يمثل جزءًا مظلمًا من التاريخ الإفريقي، لكنه في الوقت نفسه يُخلد كرجل حمل راية النضال ضد الاستعمار حتى النهاية.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

أجهزة الاتصالات في لبنان تتحول إلى قنابل وتوقع بمئات الجرحى

أجهزة الاتصالات في لبنان تتحول إلى قنابل وتوقع بمئات الجرحى

كتب: أحمد شعبان شهدت لبنان، يوم الثلاثاء، سلسلة من الحوادث المفاجئة التي وصفت بأنها أكبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *