عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتب: أحمد شعبان
يعد يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وُلد في عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة. التحق بصفوف الحركة الإسلامية في سن مبكرة وكان من المؤسسين الأساسيين لجهاز الأمن الداخلي لحماس المعروف باسم “المجد”.
اعتُقل السنوار عدة مرات من قبل إسرائيل، وأُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى الشهيرة عام 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. يُعد السنوار من الشخصيات البارزة ذات النفوذ داخل حركة حماس، ويُنظر إليه على أنه صاحب رؤية حادة تجاه المقاومة والعمل العسكري.
قيادة السنوار لحماس ودوره في تعزيز المقاومة
تولى السنوار قيادة الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، بعد الإفراج عنه، وسرعان ما تم تعيينه رئيسًا للحركة في قطاع غزة في عام 2017.
يعتبر السنوار قائدًا محوريًا داخل حماس، ويمزج بين التوجه السياسي والعسكري، مما أعطاه دورًا بارزًا في توجيه إستراتيجية الحركة. وتحت قيادته، عززت حماس قوتها العسكرية ورفعت من وتيرة العمل العسكري، خاصة في تطوير الترسانة الصاروخية وإنشاء الأنفاق تحت الأرض.
استراتيجيات السنوار في الصراع المستمر مع إسرائيل
لعب يحيى السنوار دورًا محوريًا في الحرب الحالية التي اندلعت في غزة منذ عام 2023، بعد تصعيد عسكري بين حماس وإسرائيل. يُعتبر السنوار من المخططين الرئيسيين للهجمات الصاروخية التي أطلقتها حماس على المدن الإسرائيلية،
كما قاد عمليات التخطيط للهجمات البرية التي استهدفت القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. وقد استخدم السنوار استراتيجية حماس القائمة على الجمع بين تكتيكات المقاومة التقليدية والوسائل العسكرية الحديثة، بما في ذلك الأنفاق الهجومية والضربات الصاروخية بعيدة المدى.
رؤية السنوار للصراع مع إسرائيل
يمثل السنوار أحد أعمدة الفكر العسكري في حماس، وهو يدافع عن المقاومة المسلحة كخيار أساسي في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي. وقد أعرب في مناسبات عديدة عن اعتقاده بأن الحوار مع إسرائيل غير ممكن وأن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية.
هذا الموقف الصارم يجعله من القيادات التي تدفع حماس نحو تبني استراتيجيات أكثر قوة وتحديًا في مواجهة إسرائيل.
تأثير السنوار على سكان قطاع غزة
تتباين الآراء حول يحيى السنوار داخل غزة؛ فبينما يراه البعض قائدًا شجاعًا يتصدى للاحتلال، يراه آخرون مسؤولًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
الحصار المفروض على غزة والعمليات العسكرية المتكررة خلفت معاناة كبيرة للسكان المدنيين، مما جعل البعض ينتقد دور القيادات العسكرية لحماس، بما في ذلك السنوار، في استمرار الصراع.
مستقبل السنوار ودوره في المرحلة المقبلة
يبقى يحيى السنوار لاعبًا رئيسيًا في المشهد الفلسطيني، خاصة مع استمرار الحرب وتزايد الضغوط الدولية. توجهات السنوار العسكرية والسياسية ستظل مؤثرة على طبيعة الصراع بين حماس وإسرائيل، وقد يكون له دور في أي ترتيبات مستقبلية في حال تم التوصل إلى تهدئة أو تسوية للصراع.
لا ريب أن يحيى السنوار يظل واحدًا من الشخصيات الأكثر تأثيرًا وإثارة للجدل في المشهد الفلسطيني والإقليمي. قراراته الجريئة والمواقف الصارمة تجاه إسرائيل جعلته رمزًا للمقاومة لدى البعض، فيما يراه آخرون لاعبًا محوريًا في معادلة معقدة تتجاوز حدود غزة.
ومع استمرار تصاعد الأحداث، سيبقى مستقبل السنوار ودوره في حماس محط أنظار الجميع. فهل ستقود استراتيجياته غزة نحو حلٍ جديد أم ستستمر الحرب في تغيير موازين القوى؟ الأيام المقبلة ستكشف لنا الكثير عن هذا القائد الذي لا يزال يكتب فصولًا جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
