الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

على الحدود: أجساد تقاوم.. وأمل لا ينطفئ

بقلم: نجمة عمر علي

تشهد الحدود انتفاضة جديدة، حيث الأجساد العارية تواجه الموت بصدر مفتوح، متطلعة للعودة إلى أرض الوطن، بينما تقف صحافية بروح ثائرة، تسجل اللحظة الأخيرة في غرف العمليات، حيث يستعد طبيب يرتدي قفازاته لوقف نزيف، لتخدير جريح، لاقتلاع رصاصة، وليخيط جراح الموتى.

في مستشفى من جدران قديمة، يمتد جسر يعبر بين الماضي والحاضر، ليصبح رمزًا لجسر غير مرئي بين الحياة والموت. هناك، حيث غصة في قلب أسيرة تعيش في زنزانة انفرادية، تتحدى اليأس بزغاريد العودة، رغم أن كلاب السجان تنهش ما تبقى من أملها في تغيير زنزانتها المظلمة.

لا ترى الشمس، ولا تستنشق هواءً نقيًا، لا ورقة تقرأها، فقط ليل لا ينتهي لكل مأسور، وصرخة مكتومة تضمها جدران باردة. داخل هذه الزنزانة، تجلس الأسيرة ودمعة تغطي رسالتها إلى حبيبها المعتقل، زنزانته قريبة من قلبها، ورسالة الحب المسلوبة تروي قصة صمودها.

بينما في طريق العودة، يغرق الأمل وسط الرماد، وعلى جسر من العمليات الجراحية ينمو وجعهم كشهادة حية على المعاناة المستمرة. طبيب أجنبي يدرس في غزة، مشروعه أطروحة عن الرصاص المتفجر وأثره على تفتيت الأجساد الفلسطينية، وها هو الآن مكبل في أرضه الغريبة، لا حق له بالعودة إلى وطنه الذي يحتل قلبه.

تناقض الاستعمار والحرية هو ما يواجهه كل من يمسك بالكاميرا والقلم، بين تصوير الحقيقة وكتابة القصيدة. أصواتهم لا تزال تقرع طبول النصر رغم القيود، لأنهم مؤمنون بأنهم رماد هذه الأرض التي ستعود، ومياه في بحر قصيدة تنتظر أن تتفتح.

في كل لحظة، وفي كل خيط من الناي يمشي الحلم، على كتف كل فلسطيني تقطف زيتونة، وبمرجين الزيتون يرسمون أيام السجن. حتى في لحظات العتمة، يستنشقون رائحة الوطن على وجوه بعضهم البعض، وتطبع القبلات على وجنتي الأرض، معلنة أن الحب للأرض والوطن لا يضاهيه شيء.

يباع حقهم في الحياة بمبالغ زهيدة، حيث تباع الإبرة والخيط بألفي شيكل لكل شريان يبتر. ولكن رغم كل هذا، فإن عشق الأرض يظل خالدًا، وعندما يُسأل أحدهم عن سر هذا الحب، يجيب بكل صراحة: “هذا ليس شأنك. لي ديني ولي عشقي، ولي حق في أن أعشق التراب وحدي.”

هذه ليست مجرد قصص عن أمل ووجع، بل عن حب للوطن يستعصي على الفهم، وحق لا يمكن التنازل عنه. إنها صرخة من خلف القضبان، ومن جروح الموتى والأحياء، ومن حب لا ينطفئ رغم القيود والظلم.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

خراب فلسطين

اعتذار ومحبة إلى فلسطين.. للكاتبة نجمة عمر علي

بقلم: نجمة عمر علي بالنيابة عن شعبي وبالنيابة عن تراب وطني، أعتذر منك يا فلسطين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *