رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

هل تصبح المقابر التاريخية ضحية لسباق الطرق الجديدة في القاهرة؟

كتب: أحمد شعبان

أثار هدم مقبرة تاريخية تعود لأسرة محمد علي باشا في القاهرة القديمة، سخطًا واسعًا بين المصريين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث تشهد القاهرة القديمة في السنوات الأخيرة إزالة العديد من المقابر التراثية ضمن خطة توسعة شبكة الطرق بالعاصمة.

ورغم إعلان السلطات نيتها لتطوير المنطقة، إلا أن هذه الإزالات تواجه انتقادات حادة من المهتمين بالتراث والتاريخ.

الهدم الذي أثار غضب الشارع المصري

صباح أحد أيام شهر أكتوبر، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لجرافة تهدم قبة مدفن قديم يعود لمستولدة محمد علي باشا، المرأة التي أنجبت ابنه الثاني محمد حليم باشا.

الصور أثارت موجة من الغضب والسخط بين المهتمين بالتراث والمتابعين، حيث وصفوا الأمر بأنه “محو للتاريخ والهوية المصرية”. المصور محمد عبدالملك، الذي كان موجودًا لتوثيق لحظة الهدم، كتب على صفحته الشخصية: “اليوم كان من أصعب الأيام في حياتي وأنا أصور القبة لمدة 5 ساعات أثناء هدمها”.

عبدالملك تحدث عن مخاوفه بشأن القباب الأخرى التي قد تكون مستهدفة لاحقًا في هذه المنطقة التاريخية التي تضم رفات العديد من رموز مصر خلال القرنين الأخيرين.

توسعة الطرق ومشروع القاهرة الحديثة

بدأت هذه الإزالات قبل نحو ثلاثة أعوام، عندما أعلنت محافظة القاهرة نيتها إزالة حوالي 2700 مقبرة بالمنطقة التاريخية، وذلك في إطار مشروع تطوير شبكة الطرق الرامية لربط القاهرة القديمة بالمدن الجديدة في شرق العاصمة.

ورغم أن السلطات تؤكد أن المشروع جزء من خطة لتنمية العاصمة التي تعاني من التكدس السكاني والازدحام المروري، إلا أن أهالي الموتى المدفونين في هذه المقابر يعبرون عن رفضهم القاطع لهذه الإزالات، إذ أن مئات الأسر اضطرت بالفعل لنقل رفات ذويهم إلى مناطق صحراوية بعيدة عن قلب القاهرة.

قبة تاريخية ومصير مجهول

من أبرز المقابر التي هدمت مؤخرًا، القبة التي تعود لمستولدة محمد علي باشا. القبة التي يزيد عمرها على 150 عامًا تعد جزءًا من تاريخ المنطقة التي شهدت دفن العديد من الشخصيات التاريخية البارزة.

الفنان المصري خالد النبوي كان من بين الشخصيات التي عبرت عن اعتراضها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غرد قائلاً: “لماذا تريدون أن تجعلوا عمر مصر صفرًا؟”، بينما اقتبست الإعلامية لميس الحديدي بيتًا من قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها” لتنتقد هدم هذه المقابر، واصفة ما يحدث بأنه “هدم لتاريخ مصر وذاكرتها”.

اليونسكو تحذر من خطر فقدان التراث

منذ الإعلان عن خطة بناء الطرق الجديدة في القاهرة التاريخية، تعارض منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المشروع. في السنوات الأخيرة، أبدت اليونسكو مرارًا قلقها إزاء إهمال القاهرة التاريخية وهددت بشطبها من قائمة التراث العالمي.

منطقة المدافن، المعروفة باسم “مدينة الموتى”، مسجلة منذ نحو 40 عامًا على قائمة التراث العالمي. ورغم التحذيرات المتكررة، تتواصل عمليات الهدم، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التطوير العمراني إلى محو جزء كبير من التراث الإسلامي في القاهرة.

القباب غير مسجلة كآثار: ثغرة قانونية؟

في كل مرة تهدم فيها مقبرة تاريخية، يأتي الرد الرسمي بأن المقبرة ليست مسجلة على قوائم الآثار. الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أوضح أن المباني التاريخية التي يزيد عمرها على مئة عام تسجل كمبانٍ أثرية وفقًا لقانون رقم 117 لعام 1983، لكن القبة التي هدمت مؤخرًا لم تكن مسجلة.

هذه الحجة تطرح تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها الحكومة لتسجيل المباني الأثرية، ومدى التزامها بحماية التراث.

طلبات إحاطة وتحركات سياسية

الهدم المتواصل للمقابر التاريخية لم يمر دون ردود أفعال قوية على الصعيد السياسي. النائب عبد المنعم إمام تقدم بطلب إحاطة لوزيري السياحة والتنمية المحلية، مشيرًا إلى أن هذا التصرف يمثل “تهديدًا للمواقع الأثرية والتراثية” التي تعد جزءًا مهمًا من الهوية المصرية.

من جهتها، أعربت النائبة أميرة أبو شقة عن أسفها العميق لهدم المقابر، ووصفت الأمر بأنه “فاجعة كبرى” داعية إلى محاسبة المسؤولين عن هذا “العبث بالتراث”. كما تساءلت عن مصير اللجنة التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيلها العام الماضي لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر.

ماذا بعد؟ تساؤلات حول مستقبل التراث في ظل مشاريع الدولة

في ظل استمرار عمليات الهدم، يظل المعترضون على هدم المقابر يشيرون إلى نجاح الدولة في نقل آثار ضخمة، مثل قبة “رقية دودو” العام الماضي، متسائلين لماذا لم يتم تكرار نفس الأسلوب مع هذه القباب التراثية الفريدة.

النائبة سميرة الجزار، أشارت إلى أن مقابر الإمام الشافعي كانت يمكن أن تتحول إلى مزار سياحي ديني، يفوق في أهميته معالم سياحية عالمية مثل سور برلين.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

حبس سائق أتوبيس الجلالة 15عامًا

حبس سائق أتوبيس الجلالة 15عامًا

كتب/ عبد الرحمن محفوظ قضت المحكمة المختصة في محافظة السويس بالسجن 15 عامًا لسائق أتوبيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *