” رسائل للزمن ” ..
كتبت / نجمة عمر علي
لم أعرف رقم الرسالة .. كنت قد كتبت ربما عشرة .. أو أقل .. أو أكثر … لا أعلم فعلا كم هو رقم أو عدد هذه الرسالة..ربما لأنها في لحظة الصفر ..لحظة أن أنهض من نومك مستنزفة شعورك .غارقة في بحرك المالح و لا نعرف طريقا للسفينة التي تشبه سفينة “نوح” عليه السلام …فأكون أنا وأنت من الناجين.. وقصيدتان وقلمان وألم واحد …وطن واحد فقط يجمعنا …
في لحظة الصفر مر شريط العمر بلمح البصر..
توقفت وأنا جالسة أدقق في سقف الغرفة الأبيض ..كان الطقس باردا ..باردا جدا ولكن قشعريرة الصقيع متجمدة ولا تجرؤ على الإقتراب حتى من أطراف أصابع قدمي ..حتى البرد كان يرى غضبي الصامت وانعقاد الحاجبين الذي يبعث التساؤل عن سبب كل هذا ..وماهو أصلا كل الهذا الذي جعلني أستفيق مذعورة لأكتب بهدوء والساعة تشير إلى الرابعة صباحا ولكنها ساعة الصفر …
ساعة الصفر بدأت والوقت ينهار وعقارب الساعة تحذف الثواني والساعات المؤدية للحظة تكون فيها صفرا من الدمع والألم والقهر والدموع تهيم في الوقت لتعود ساعة الصفر…
لحظات غريبة جدا أن تجد البيت بلا حراك..الكل نائم ..الألعاب ملقاة هنا وهناك وضوء المطبخ باهت ..كل الأواني نظيفة لأن ساعة الصفر ترقص فرحا فوق البلاط اللامع..والملابس المجففة تنتظر أشعة الشمس لتصير ملابسا حقيقية ..ملابسا تلبسنا لحظة الصفر أو نحن نغسلها تحت المطر …غريب جدا هذا الشعور بالفوضى …أشعر بالبرد ولكنني لست أبالي..هكذا قال أنه يحبني..يحبني أن لا أبالي وأن لا أشتكي وأن لا أشعر وأن لا أتكلم وأن لا يسمع صوتي..يحبني لحظة صفر …
وتتساءل بكل ثقة الصفر :” أين أنا ؟وماذا أفعل هنا؟ وأين هي لحظة الصفر حتى أكتب من الصفر وأعد للعشرة فأسمع صوت امي يناديني :
” نجمة أفيقي لقد كان قد حان وقت الذهاب للمدرسة.”…
وبين الكان والقدس والقد حان حدود الشام وبذلة عسكري..
والآن صارت ساعة الصفر …ولأن تبدأ من الصفر من جديد في كل شيء شعور مختلف عن صدى ضحكات الأطفال وهم يلعبون الغميضة …الأطفال يكرهون رقم الصفر في أوراق الإختبارات …ونتيجة اختباري مع الحياة صفر…
صفر من المشاعر وصفر من النبض وصفر في كل شيء…
وأجعل منه في احلامي أرجوحة ..هو ذلك الشكل الكوري الأجوف….شعرت فجأة بالنعاس فعدت للحظة الصفر …
كالحياة والموت ..لحظة البداية من الصفر ولحظة العودة للصفر…هكذا عدت لدفاتري خاوية الحشا مثقوبة القلب كالصفر…ولعلك تكون رقم واحد فأصير أنا وأنت العشرة…
أو ربما أسبقك فأبقى رقم صفر وتعود أنت رقم واحد…
هكذا يراك الصفر …يراك البداية لصفرة ورق الخريف..
1
2
3
4
كم أنت بارد يا شتاء ! ودرجة الحرارة تحت الصفر..
ونعود بخفي الزمن …وليس بخفي حنين…
على مهلك يا زمان وتوقف لحظة من سنين الرؤى …
كفلق الصبح تئن لحظات الصفر…..
يتجرد الوقت من الوقت المظغوط فيصير. صفرا …
وينتهي وقت لا ينتمي للعالم… رقم يتعبنا ….
وأنا أكتب ..وأنا أرسم أتجاوز لحظات الصفر لما لا نهاية له من النقاط بالمجرة وأكون حقيقة غبار النجوم.
وفقط______0
أتممت العد …أنا هنا خلف ظهرك …
امسكتك…
صار دورك لتعد حتى للعشرة…
ولا تنسى أن تبدأ العد من الصفر.
نجمة عمر علي #تونسفلسطين
#فينوس_قرطاج_وحروف_عربي
#رسائل_للزمن