رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

عن حكايا الوطن المغتصب تكتب نجمة عمر علي

بقلم: نجمة عمر علي

افهم…
افهمي…
وقد لا ألقاكِ…
لحين أن ألقاكَ، انتظرني.
لحين أن ألقاكِ، انتظريني.
بين الها هنا والها أنا
…إن قلت، فلن تفهمي.
إن صرخت، فلن تسمعي.
إن جعلتك الهامش، فلن تشعري.
والهامش في دفتري لرسم القلب والوردة.

افهمي…
…حفرت في جلدي اسم وطني بالدم، دققته دقاً مع الوريد.
رتبتهم بخلاف المعهود، شوشتهم، طلسمتهم… شفرتهم…
الوجع والدمع بلون محلولك كالليل بحروف غير متصلة؛ حتى إن وقع جسدي في الأسر، ما عرفوا هويتي، فلا ينكلون بجثتي ولا يطمسون عقيدتي، ويعيدون الجسد لأمي لتدفنه، ولكني أخجل من دمعها…
أخجل من دمع أمي…

افهمي…
…بين النارين أنا. إن أحببتك سترحلين؛ فلا حظ لي مع من أحب.
وإن تركتك، سوف أندم؛ فلا حظ لي يوم أترك الحب.
في حبكِ موت،
وفي ترككِ موت،
فقولي: كيف أحيا بلا وجع؟

افهمي…
…علميني كيف أرحل، ولا تعلميني كيف أختار بينكِ وبين الموت، ففي الحالتين أنا الموت المتوقف عند عتبة المستحيل.

افهمي…
…أقف في منتصف كل شيء.
ترحلين، ويبقى اسم وطنكِ،
ترحلين، ويبقى نوركِ مرتسماً،
ترحلين، وعيوني ترحل للسماء كل الوقت.

افهمي…
أحبك وكأنكِ شوارع بغداد والشام،
افهم…
…أغار من شوارع احتضنتكِ قبلي، ومن غيمة ظللت ظهيرتكِ، ومن شمس أدفأت بردكِ، ومن ليل تسكنه النجمات، ومن سماء تغطيكِ، ومن اسم يناديكِ، ومن بحر تصادقه، ومن ذكرى تستعيدها، ومن كل شيء يراكِ… وما زلت أنا لا أراكِ…

يا عاشق ترابي وعاشق اسمي، هلا أسرعت لتنجدني؟
لتدفن جسداً هوى،
لتقتلع عظاماً هرسوها،
لتلعن الزمن الذي أسى،
لتقبل التراب… الثرى،
لتعثر على قبري وتنحت اسمي،
لأراك… لتراني،
لتركع وتسجد،
لأسمع صداك في دعائك،
لتلتف الروح بالروح لأتنفس الكافور،
لتزفني بثوب العروس بلون البياض، بلون طهر الكفن،
لتزرعني النجمة في الغيم، في الضحى، في النهار،
جارة الشمس، ها أنا…

زلزل السطر بحرف،
هشم الصمت بحبي،
دون تاريخي،
اصمت،
لا تصمت،
صمتك عار،
تلبس جلباب الوقار؟
وأنا ها هنا، ها هناك يا عاشقي أحتضر…
على عتبات محاريب العشق شنقوا الصراخ،
أخرسوني،
اعتقلوني،
ضيعوني،
دمروني،
سيَّجوني،
انتهكوني،
حطموا آمال طفلي،
شردوا ساكن أرضي،
باعوا بالرخيص الغالي.

يا حامياً، هلم، هلم لمجد الحبيبة، لمجد الزمن…
ها قد أحببتك دون أن أراك، أفلا تشتاق لتراني؟
أنا العشق… فلسطين. فلا تجعلني أذرف دماً على الطرقات…

افهم…
…أنا الوطن المغتصب أمام عيون العاشقين الكاذبين.
افهم…
…لا أثق في العاشقين. مللت كل قصيدة باسم فلسطين.
افهم…
…ما زلت أنتظر العاشق الفارس المغوار، الراكب للجواد العربي الأصيل، فيبتر جذوع الغاصبين، ويجعلني عروس الأوطان، كأميرة تزاحم الجمال في بيروت.

…الفهم تاه الطريق، فلا هو فهم، ولا هي فهمت، ولا هم فهموا أن الوجع والأمل عاشقان منذ الأزل…
الكل بين البينين،
…بين الأنا وأنا… والعشق هي.
ليتك وفيّ كوفاء الوجع للأمل…

افهم…

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

قصة التاجر البخيل وابنته: حينما تتحول القيم إلى دروس في الإنسانية

قصة التاجر البخيل وابنته: حينما تتحول القيم إلى دروس في الإنسانية

عيون المجلس ‏يحكى قديماً أن تاجراً بخيلاً ليس لديه أحد سوى ابنته الشابة، وكانت على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *