رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

جذور الوجع 2 | أبحرت دون ضوء.. نجمة عمر علي تكتب

نقدم لكم سلسلة روائية جديدة بقلم الكاتبة نجمة عمر علي وهذه المرة بعنوان جذور الوجع والآن أترككم لتسمتعوا بالجزء الثاني من القصة

هكذا إلى متى”!

أسافر في نومي.. أنشغل، فأنسى تغيير ملابس السفر… تحت سقف الروح يسكن دمعي وحبري، وبين وعده وعهدي مزيج من صبري واسمي، لم يمتزج الدمع والحبر فكثافة دمعي فاقت كثافة الذكريات، سكبت الماء المالح والحبر في وعاء وانتظرت السفر في نومي لأرى الضوء من بعيد،

غاصت الذكريات في العمق هنا في موطن المشاعر المهاجرة في موسم الكتابة الشتوية. طفت الدموع أعلى الإناء وغرقت الذكريات فالتصقت بدموعي لأنجو…. اكتشفت أن العالم كان أكبر بكثير من حديقة بيتي، وضعوا حزن العالم بأكمله في أيسري، لو كنت أذكى لحفرت قبرًا في كل وطن، أهلكتني الدموع على جراح الأوطان….. كانت الدموع ساخنة جدًا ولم أحْمِ يدي يا أبي…..

كنت قد خضت حربًا لا أمل في الفوز فيها، لم أسافر بعيدًا وهلكت في مكاني، قاتلت كل الوحوش برأس من الخشب، وبالسيف عقروا أحلامي، فعدت لبيتي بعد أن مَصغتني الدروب وصفعتني المواقف وهزمني الشراع شر هزيمة.

أما عن عشقي السرمدي، أعني عشقي للقدس، فهو مختلف جدًا لأني أحببت فلسطين بكل الأساليب فأطير من سماء لسماء بلا قيود عشق ممنوع تكبلني…. فعشقتها وأنا في مكاني أرتحل…. عشقتها وكأن لا أحد عشقها قبلي ولا بعدي سوف يفعل، أحيا معها في أمان من بين كل الناس، وأرفرف بحروفي لأكبر بعينها، وأشعر أنني النجمة النابضة والخافقة في كل باحات الوجود…. سنشفى يا قلب وستروي للقصيد كل يوم عن مَن خان موطني.

وضعت الفنجان جانبًا فالماء الدافئ حلو المذاق قد برد كعادة كل صباح، وضعت قلمي واندلق الحبر فوق بياض السطور العطشى فارتوت بلا حول مني ولا قوة….

سمعت قرقعة الفؤاد ومواساة القلب للروح…. طرقت حروفي جدار الروح كعصفور نقر زجاج الصباح المكسور ونبست: “هيا يا حبيبتي، ابكي واصمدي، اتكئي على ذراعي التي بَعِلْمها موشومة، نقتسم الوجع لنصفين حتى لا تهلكي، أو هاتي كل وجعك ونصف الوجع… وارتاحي فوق صفحاتي، بوشاحها ألف جروحي وبشفائها أغطيك، هذا وعدي وعهدي يا عاشقة وطني….. أيتها النجمة، ما فعلت شيئًا بقصصي، فقط غير أن غيري يستمتع بقراءتها…..

……اليوم اكتشفت طريقة حتى لا أنساك، أن أقرأ أنا لك…. كل الصناديق تملؤها الذكريات الجميلة بطعم الملح، ككتاب وضعت فيه كل الأشياء….. ككتاب الصور…. صور تعني لنا الكثير كصور كنت فيها طفلة بين ذراعي أبي ممسكة بخصلة من شعر أمي….. لم تبدُ صفحات الكتاب كما خططتُ فألصقتُ أحلامي والتصقت بدموعي…. ومضغتني الذكريات وتجرعتني الجفون…. عشقك مثير للعطش…. وبيني وبينك ألف ميل وخطوة، وبين النبضة والخفقة أنت…..

بإمكانك قراءة كل ما نشر للكاتبة نجمة عمر علي خلال زيارة الرابط

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

حين يعود الحب من بين أنقاض الحرب.. نجمة عمر علي تكتب

حين يعود الحب من بين أنقاض الحرب.. نجمة عمر علي تكتب

بقلم: نجمة عمر علي في يوم من أيام العبور من ساعات العمل إلى لحظة الحبور، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *