لا تبك !!!
عيون المجلس
الجمعة 12 مايو 2017
مقالات
Zolpidem Prescription Online
عادل فهمى
على ضفاف النهر جلست ،، وإلى شجرة الزيتون نظرت ،، فأطربها الخرير وأعجبها السكون وإلى السماء نظرت ..
تأملت ماضيها وما حل بها ،، تذكرت أيامها وما أروع جمالها ،، فشمسها ساطعة وجوها معتدل ،، نجومها تتلألأ وقمرها يضحك ،، فتسألت ونفسها ” ماذا حل بها ؟؟ ” ..
–
تبدلت نضارتها ،، وضاع بريق عيونها ،، ولم يعد وجهها يتلألأ ،، وصارت دموعها تسيل على وجهها ،، وتوارت الأنظار عما حل بها ،، وسرعان ما هربوا جميعاً من حولها ،، وتركوها تعاني مصيرها وحدها ،، فما عادوا يلتفوا حولها ،، ولم يمدوا يديهم لإنقاذها ،، بل تركوها وشأنها ،، تلقى مصيرها ،، ولم تعد تنفع نفسها ولا من هم حولها ،، فتسألت ونفسها ” ماذا حل بها ؟؟ ” ..
–
كيف تبدلت أناقتها ؟؟ وأين ذهبت نضارتها ؟؟
دوام الحال من الحال ،، وهكذا تبدلت الأحوال من حال إلى حال ،، فهل لا يزال بالإمكان إصلاح ما كان ،، لتعديل الأحوال حتى لا نصبح في خبر كان ،، فمن كان فهو قد كان ،، ولكن يبقى ما سيكون ..
لا نعلم الغيب ،، ولكن فلنعد العدة لأجل ما سيكون ،، ولنتعلم ولنعمل لأجل ما سوف يكون ،، أليس الإدخار هو فائض الدخل عن الإستهلاك ؟؟ ،، أليس هو جزء من الدخل لا يتم إنفاقه الأن ؟؟ ،، أليس الإدخار تركيز على المستقبل ؟؟ ..
وفي ظل ما كان ،، ولو فكرنا فيما سيكون ،، ماذا أدخرنا للغد ؟؟
بين الفينة والأخرى تتبدل الأحوال ،، فلننظر لما هو آت ولننسى ما قد فات ،، فما فات قد فات وأنتهى ،، ودوماً يبقى الأمل ..
زادت الآلآت من عزفها لمعزوفة السكون ،، وإزداد الخرير ضجيجاً ،، فنظرت إلى السماء مجدداً ،، ورفعت يديها عالياً ،، تتضرع لربها قائلة ” ساعدني ،، فقد هجرني أهلي ،، وتكالبوا علي ،، فزادوا محنتي ،، وتكاتفت جهودهم للفتك بمستقبلي ،، فلتساعدني ولتكن عوناً لي ،، وبكت ” ..
–
أنحدرت الشمس لأسفل ،، فالوقت وقت الغروب ،، وها هو القمر يصعد ،، والرياح تأتي معلنة عن قدوم المطر ،، تتساقط الأمطار فترتطم بالماء معلنة عن دوائر صغيرة ،، وهي جالسة على ضفاف النهر ودموعها لم تجف ،، تنظر إلى شجرة الزيتون وتستمع لصوت الخرير يتخلله صوت إرتطام المطر بالماء وتعزف الآلآت الصمت معزوفة السكون ،، تنظر إلى السماء فيندمج المطر بدموعها ..
وإذ بعجوز ينظر إليها ،، قائلاً لها ܓܨ لا تبك ܓܨ ..
أمراً إياها بالإنصات ،، محدثاً إياها عن قصائد وأشعار ،، لمن كانوا في عصور الإنكسار ،، والتي كانت بداية للإضمحلال ،، في ظل ركود الأموال في عصر ليس من عصور الإزدهار ،، ومنذ أن مر الزمان ،، وأضحى سقوطهم هو العنوان ،، لأنه كان للسفينة أكثر من ربان ،، ومن هنا حلت الأحزان ،، وأضحينا في عصر من عصور الذل والهوان ،، وكانت البداية هوان الإنسان ..
إن كانت الأدوار مرسومة والقضايا محسومة ،، فلنبدل قواعد المنظومة لترقى بجعلنا كبار ،، فبأيدينا لا بأيدي اللئام ،، فمنذ زمن حين كنا عظام ،، كان لنا إمام ،، فأما الأن فنحن كالأغنام ،، تتدافعنا الأقدام ،، وعقوبتنا إن تمردنا هي الإعدام ،، مرت الأيام وتبددت الأحلام ،، وأضحينا نتمنى الأمن والأمان ،، وفتشنا كثيراً عن الإمام ،، وحين وجدناه أصابه زكام ،، ولم يعد قادر للسير على الأقدام ،، شاخ وهرم وخارت قواه ،، إنحنى ظهره وتبخر فكرة ،، وهنا أضحينا جميعاً كالأعمى الذي ضاعت منه عصاه ”
فلتبحثي عن ذاتك لأجل أن تتغلبي ،، ومهما كانت الويلات أبداً ܓܨ لا تبك ܓܨ ..