كتبت: سماح علي حامد
كشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، والتي وصفتها بأنها نتاج عقود من العمل الاستخباراتي المكثف. وأشار التقرير إلى أن نصر الله لم يكن يتوقع أن تتمكن إسرائيل من الوصول إليه حتى اللحظة الأخيرة.
عقود من الاختراق الاستخباراتي
ذكر التقرير أن وكالات التجسس الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد ووحدة 8200، تابعت تحركات حزب الله وقادته عن كثب لعقود. وتمكنت إسرائيل من زرع عملاء داخل الحزب في لبنان منذ حرب 2006، حيث وفروا معلومات دقيقة عن مواقع المخابئ وترسانة الأسلحة.
اختراق أجهزة الاتصال
وفقًا للتقرير، طورت إسرائيل خططًا لزرع أجهزة مفخخة داخل معدات الاتصالات التي استخدمها حزب الله، وأُطلق على هذه الأجهزة اسم “الأزرار”. كانت هذه الأجهزة تُصمم بحيث يمكن تفجيرها عن بُعد. كما استخدمت إسرائيل شركات وهمية لبيع أجهزة الاتصال لحزب الله، مما سمح بزرع هذه الأجهزة داخل ترسانة الحزب.
لحظة التنفيذ
بحلول سبتمبر الماضي، علمت إسرائيل أن حزب الله كان في حالة قلق متزايدة بشأن أجهزة الاتصال المشتراة، وخطط لإرسالها إلى إيران للتفتيش. ومع تزايد خطر كشف العملية، قررت إسرائيل تفجير الأجهزة. ووفقًا للتقرير، انتهت العملية بمقتل حسن نصر الله وعدد من عناصر الحزب في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
تداعيات العملية
أكد التقرير أن العملية تعكس مدى تعمق الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي داخل حزب الله. وبيّن أن العمل الاستخباراتي طويل المدى لم يقتصر فقط على مراقبة التحركات، بل شمل بناء شبكات معقدة من العملاء وشركات الواجهة لتسهيل الاختراق.
عملية اغتيال نصر الله تسلط الضوء على الدور الحاسم للعمل الاستخباراتي في الصراعات الحديثة، وتبرز أساليب متقدمة استخدمتها إسرائيل لتحقيق أهدافها الأمنية والعسكرية.