عادل فهمى
.. أندمج الأبيض والأسود ،، فكانت كرقعة الشطرنج ،، هكذا رُسمت لنا وهكذا خططوا لنا ،، نتحرك بلا وعي أو إدراك ،، لا إرادة لتحركاتنا ولا إدارة لخطواتنا ،، بلا تكييف بلا تأقلم ،، هكذا خُطط لنا ..
كالأصنام ترانا ثابتون وهم كالحرباء يتلونون ،، بنفاقهم يتعاظمون ولمصائرنا يكتبون ،، بعلمهم يتلونون وبالمبادئ يتلاعبون ،، عن المال يفتشون وبالفقراء لا يبالون ،، بحاضرهم ينعمون ولمستقبلنا يدمرون ،، هكذا يتلاعبون بنا ..
–
الحق حق ولا جدال في الحق ،، ونحن نبحث عن الحق في بلاد مات فيها العدل ،، وأضحى فيها الرضا بالحال في نظرهم يعني الإستسلام ..
الوظائف فيها تشريف لا تكليف ،، والمناصب للتباهي والتفاخر لا لأجل الصالح ،، النظام العام هم من يرسمونه ويحددونه ،، والقانون هم من يدونونه ،، بلا دراية يتحدثون ،، وبلا علم ينظرون ،، وبلا عمل ينتظرون ،، وللحاكم ينافقون ،، وعلى السواد يَكذبون ..
بلاد تملؤها الخيرات ،، وحكامها يثقلون سوادها بالإلتزامات ،، وكلاً فيها يبكي على ليلاه ..
–
مبادئ الإلتزام تجزأت ،، ومبدأ المسألة غير موضوعي ،، ولا وجود للمسئولية في نظرهم ،، الشفافية معدومة ،، والعدالة مقتولة ،، والكرامة أغتصبت ،، هانت علينا أوطاننا فـ هنا عليها ..
لكل مشكلة إذ ما وجدت حلول ،، ولأنهم جاهلون فهم لا يدركون ،، يسعون دائماً للترقيع ،، ففي بلاد فيها الموارد متعددة ومتنوعة ،، كل وسائل التقدم متوفرة ،، أيدي عاملة تتميز بالمهارة ،، لا تعرف المستحيل واليأس لا يعرف لهم عنوان ،، أراضي شاسعة بموارد متنوعة ،، فمن هنا نفط ومن هنا غاز ،، ومن هنا ماء ومن هنا بحار ،، وهناك عمال في مصانع يغزلون ،، وهؤلاء طلاب الجامعات يتعلمون لأجل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم يدرسون ،، إلا أنك تجد المسئولون ،، من المسئولية يتنصلون ،، ومن العمل يهربون ،، وللحلول لا يبحثون ،، وللمشاكل يرقعون ..
أزمات عدة والحلول من خارج الصندوق ،، إلا أنهم للفقراء يظلمون ولأجل أولادهم لا ينظرون ،، فبدئت بالقوة الشرائية للنقود يتخلون ،، وأما الأن لتغيير العملة يسعون ،، لأجل معرفة مدخرات السواد يفكرون ،، ولعل السواد يتدبرون ،، إلا أنهم في سباتهم يعمهون ،، ولجهلهم لا يدركون وللحكام يقدسون ..
–
أندمج الأبيض والأسود ،، كما أندمج الكفر بالإيمان ،، وأضحى المخالف كافر بلا أي عنوان ،، وإذا أشتدت العاصفة فلنعتذر ولنصمت ولا مشكل أبداً في أن نصدر بيان ،، لما يخالف مبادئ الكفر والإيمان ،، ولنترك صحيح الدين وكل من يخالفنا نردد وسطية لأجل السلام ،، فنحن أخوة ما قبل الإسلام ،، ونسيج أمة واحدة مهما حاول الكفار ،، لن تقطع أوصالنا فنحن نصافح بعضنا بعضاً في ظل الإنكسار ،، ولا نسعى أبداً لأن نفقد صوت الوحدة ما دام هنا السلطان ..
–
قضايا شائكة وملفات ساخنة ،، ولا حلول قاطعة ،، فالترقيع سمة الحاكم والمسئول ،، والإعلام ليس مرأة العقول ،، والعلم ذهب إلى المجهول ،، والعمل أضحى في حكم المقتول ..
إن لم نقدر على حسابكم ،، فالتاريخ لن يغفر لكم ،، وسأخبر أبنائي ومن بعدهم أحفادي بما حل ببلادي في ظل حكم الطغاة ،، سأدون ما حدث وسأروي ما جرى ،، وليشهد التاريخ بما لنا أو علينا ،، قالواً قديماً ” إن لم تستحي فأفعل ما شئت ” ،، وأنتم مات فيكم الحياء ولم يعد في نفوسكم مكان للأخلاق ،، بدلتم المفاهيم فبدلاً من أن تثقلوا الفقير فالتنظروا للأغنياء ،، من يبنون ثرواتهم على كاهل الأغبياء ،، من يلقبون بنجوم وهو في الأساس حقراء ،، أي فن هذا الذي لا يقدم لنا إلا الرياء ،، وأي رياضة تلعب بلا جمهورها من الفقراء ،، وأي شهر كريم بلا برنامج عن الدين في ظل هذا الهراء ،، وفي الأخير ها هو يخرج علينا وهم يصفقون مردداً ” سأجيبكم أنا عما تتساءلون ،، فأنا أملك نظرة لا تملكها العقول ،، فأنا أجيد التوصيف والتصنيف وأنتم لا تدركون ،، صفقوا لي أيها الجاهلون “
. والعجيب أنهم يصفقون ..كيف ؟.!!
السبت 13 مايو 2017 منوعات اضف تعليق