كتبت: مروة الجبار
كثفت الجهود الدولية والإقليمية في الأيام الأخيرة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، بالتزامن مع محاولات إبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس». وفي هذا الإطار، زار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط، العاصمة القطرية الدوحة، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، في خطوة تهدف إلى دفع المفاوضات نحو تحقيق انفراجة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون لوكالة «رويترز» أن ويتكوف سيجتمع اليوم السبت برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط أنباء عن إحراز تقدم ملحوظ في المحادثات غير المباشرة مع «حماس»، التي تجري برعاية كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وكان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد التقى مبعوث ترامب يوم الجمعة في الدوحة، حيث تناول اللقاء تطورات الوضع في غزة، والجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
ورغم التقدم المعلن، لا تزال الجهود تواجه عقبات، لا سيما مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي، ما أدى إلى مقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين. ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، ارتفع عدد القتلى إلى 46,537 منذ بداية الحرب، فيما أصيب أكثر من 109,000 شخص.
في أحدث موجة من التصعيد، أسفرت غارة جوية إسرائيلية على مدرسة «حلاوة» في بلدة جباليا عن مقتل 8 أشخاص، بينهم طفلان وامرأتان، وإصابة 30 آخرين، وفق ما أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل. وأشار إلى أن المدرسة كانت تؤوي آلاف النازحين، وقد تعرضت للقصف عدة مرات منذ بدء الحرب.
من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارة، مدعياً أن المدرسة كانت تُستخدم كمركز قيادة وسيطرة من قبل عناصر «حماس». وأضاف بيان الجيش أن الغارة استهدفت «الإرهابيين الذين كانوا يخططون لهجمات».
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن عن إحراز تقدم في المفاوضات، معرباً عن أمله في التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى قريباً، مؤكداً أن العقبة الرئيسية تكمن في موقف «حماس» الرافض لبعض شروط الاتفاق. وأضاف بايدن: «ما زلت أعتقد أننا قادرون على إنجاز هذا الاتفاق. نحتاج إلى تحقيق ذلك قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة».
ومع اقتراب موعد تولي ترامب منصبه في 20 يناير المقبل، تزداد الضغوط لتحقيق نتائج ملموسة في ملف غزة، خاصة بعد تهديد ترامب السابق لـ«حماس» بـ«جحيم في الشرق الأوسط» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل دخوله البيت الأبيض.
في غضون ذلك، واصلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعتراض الصواريخ التي تطلق من القطاع، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من جنوب قطاع غزة باتجاه «كيبوتس كيرم شالوم».