ما باليد حيلة .. ولسوف أتمرد !

-عادل فهمي
الظلم ظلمات وما باليد حيلة ،، جلست وحيداً ،، أتامل في صفحات الحاضر،، محاولاً فهم أعماقه وخباياه ،، ولاسيما لأتمكن من التنبأ بالمستقبل ..
فأخبرني الحاضر بأنها ليست ببلادي ،، وحدثني الحاضر عن الهروب للخارج ،، فأما المستقبل فقال لي ” وما الدنيا الإ سيركً كبير ” ..
–
ففي بلاد ليست ببلادي ها أنا أعاني ،، وبعد أن أعلنت العصيان على ذاتي ،، وتمردت على حالي وأحوالي ها أنا أعاني ..
وفي بلاد ليست ببلادي ها أنا وحيد ،، وبعد أن نظرت أمامي نظرت من خلفي فتأكدت بأنني وحيد ،، ففيها لا صديق ولا رفيق ،، فيها حقاً أعاني ..
وفي بلاد ليست ببلادي الأنا فوق الجميع ،، فلا تجد فيها صادق أمين ،، ولا حتى خائن شجاع ،، فالكل فيها يكذب وبكل الأسف يتجمل ،، ألم أخبرك أن فيها الأنا فوق الجميع ..
وبعد أن سقطت الأقنعة ،، وتكشفت الوجوه القبيحة ،، وأتضحت رؤية كلاً منا للأمر ،، ها أنا وسط معاناتي أتمرد ،، حتماً سأتمرد ،، فالمفروض مرفوض ،، ولن أكون أبداً منافقاً لأكسب ود الأخرين ،، لن أنافق لأجل أن أنسجم مع الأخرين ،، سأتمرد ..
–
سأتمرد وسأحاول بأن أظل أحاول ،، لن أنظر للوراء ،، فمهما طال زمن الحرب ،، ومهما تأخر موسم المطر ،، لن أضع نفسي تحت رحمة المنتصر ،، ودوماً سأدعو الله بأن أحيى بين الكرماء ،، وأن يعصمني عن السفهاء ..
أليست قشة هي من كسرت ظهر البعير ؟؟ وكانت هي أيضاً من أنقذت الغريق ؟؟
سأتمسك بالأمل ،، ودوماً سأحاول ،، ولسوف أتمرد ..
إذ بدلنا باء الحرب صارت حبر ،، وأنا حبري لن يجف ،، فمادامت الدماء تتدفق والقلب يخفق ،، فها أنا أحيى ،، ولطالما أحيى سأظل أحاول ،، ولسوف أتمرد ..
إني أبكي لحالهم ،، لكني لا أشتاق أبداً إلى حديثهم ،، فأنا دوماً غيرهم ،، ولن أكون أبداً مثلهم ،، مهما حدث لن أنافق نفوسهم ،، ولن أتجمل كذباً على شخوصهم ،، ولن أرضخ لحكمهم ،، ولن أقبل بحكمهم ،، ولن أحياً أبداً مثلهم ،، ولسوف أتمرد ..
–
أنتهى وقت الصمت ومن الأن فصاعداً سوف أعلن تمردي ،، سأتمرد على قوانينكم ،، سأتمرد على خصالكم ،، سأتمرد على نفاقكم ،، سأتمرد على خداعكم ،، سأتمرد على أعرافكم ..
إن كانت الأوقات الإستثنائية تتطلب إجراءات إستثنائية ،، وإن كان ينبغي نسيان ما حدث بالأمس والتفكير في الحاضر ،، فأنا أعلنها سأتمرد ولتعتبروه إجراء إستثنائي ،، وسأفكر في الحاضر بطريقتي ،، ولن أنسى ما حدث بالأمس ،، فإن كانت مصائرنا نرسمها بأيدينا ،، فبالعمل والإصرار ولسوف أدمجهم بالإرادة القوية ،، وإنكم قريباً لسوف تعرفون من هو أنا ،، ولتعلموا بأن الله والكاهن لا يجتمعان ،، لكن الله والقلب لا يفترقان ،، ولسوف أتمرد ..
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ،، وجرت العادة بأن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ،، إلا أنني لن أتعامل بمبدأ الحاجة أم الإختراع ،، ولن أفكر في كون الضرورات تبيح المحظورات ،، فأنا سوف أتمرد ..
فلا فائدة في دنيا واسعة لطالما كان حذائي ضيق ،، ودعوتي للتمرد لا تعني الإنفلات أو الرفض ،، وإنما سأتعامل بمبدأ أنا حر ما لم أضر ،، فالحرية لا تعني غياب الإلتزام إنما هي القدرة على الخيار ،، وأنا مخير فيما أعلم ومسير فيما لا أعلم ،، ولعلي أزداد حرية كلما أزدت علماً ،، لكني لا أصدق كل ما أقرأ ،، فلو صدقت كل ما قرأت وجب علي أن أتوقف عن القراءة ،، وأبداً لن أمقت ما أكتب ،، ومستعد لدفع حياتي ثمناً لمواصلة الكتابة ،، وبين طيات أفكاري سأبوح لكم بما أنا فيه ،، تأكدت بأنه ليس العيب بكون ماضينا أفضل من حاضرنا ،، لكن العيب بكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا ،، وحين تكون الحرية يكون الوطن ،، وإن مت جوعاً وأنا حر خير من أن أعيش عبداً وأنا شبعان ،، ليس منطقي أن أتباهي بالحرية وأنا مكبل بقيود العبودية ،، ودائماً لا حرية بلا فضيلة ،، ولا حرية دون مسؤولية ،، والعجب كل العجب ممن يظن ويعتقد بأن الحياة شيء والحرية شيء أخر ،، فلا حياة بلا حرية ،، والحرية هي مفهوم الحياة ،، مثلما الشمس لابد لها وأن تشرق وكذا الحرية لابد وأن تطبق ..
وأخيراً ،، أعلنها صراحة لسوف أتمرد ،، أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب بإسمك ؟؟ وكم من الأفعال تفتعل بإسمك ؟؟
وفي النهاية ،·• ما باليد حيلة ،، ولسوف أتمرد .