عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
كتبت: مروة الجبار
تواجه المنتجات الزراعية الأميركية، وعلى رأسها فول الصويا، تحديات كبرى في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على السلع الصينية بلغت 145%، وردّت بكين بإجراءات مماثلة شملت رفع الرسوم على الواردات الأميركية إلى 125%، بعد أن كانت 10% في مارس الماضي.
ويبدو أن هذه الخطوة ستُلقي بظلالها الثقيلة على المزارعين الأميركيين، الذين شكلوا قاعدة انتخابية قوية لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خاصة في ولايات مثل إلينوي ومينيسوتا. فبينما تُعدّ الصين وجهة رئيسية للحبوب والبذور الزيتية الأميركية، وعلى رأسها فول الصويا المستخدم كعلف للحيوانات وفي الصناعات الغذائية، فإن الرسوم الجديدة قد تدفع واردات الصين من هذه المنتجات نحو التراجع الحاد، وربما التوقف شبه الكامل، بحسب محللين.
وسلطت شبكة “CNN” الضوء على تأثير هذه السياسات، مؤكدة أن الصين سعت بالفعل خلال الحرب التجارية السابقة إلى تنويع مصادرها الزراعية، ومن المتوقع أن تُعيد الكرة مجددًا في ظل التصعيد الحالي، ما يُهدد الصادرات الأميركية بخسائر ضخمة.
وقد تكبد القطاع الزراعي الأميركي نحو 27 مليار دولار من الخسائر خلال الحرب التجارية عام 2018، منها 71% مرتبطة بفول الصويا، حسب بيانات الجمعية الأميركية لفول الصويا، ولا يزال المزارعون حتى اليوم يعانون من تداعيات تلك الفترة.
في المقابل، تبرز البرازيل كمستفيد رئيسي من هذا التصعيد، إذ شهدت صادراتها من فول الصويا إلى الصين نموًا تجاوز 280% منذ عام 2010، مقابل ركود الصادرات الأميركية. وباتت الصين تستحوذ على أكثر من 73% من إجمالي صادرات فول الصويا البرازيلي، في وقت تشير التوقعات إلى تحقيق محصول قياسي هذا العام، ما يعزز موقع البرازيل كمورد رئيسي للصين، إلى جانب الأرجنتين التي تحتل المركز الثالث عالميًا في إنتاج فول الصويا.
العلاقات التجارية بين بكين وبرازيليا تزداد متانة، خاصة بعد توقيع ما يقرب من 40 اتفاقية تجارية بين البلدين العام الماضي، مما يُكرّس تحول الصين إلى الشريك التجاري الأكبر للبرازيل منذ عام 2009، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لردم فجوة العجز التجاري مع الصين، التي تتجاوز قيمته 300 مليار دولار.
