
كتب: وليد كساب
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث أسفرت سلسلة غارات جوية وهجمات برية وبحرية عن مقتل 43 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء، بينهم عائلتان قضتا بالكامل، في ظل عدوان متصاعد مستمر منذ 19 شهراً، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.
الهجمات التي نُفّذت عبر طائرات حربية ومسيرات وقصف مدفعي وزوارق بحرية، استهدفت منازل ومراكز إيواء وخيام نازحين وتجمعات مدنية، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في مناطق متفرقة من القطاع. في أحدث الغارات، قتلت مسيرة إسرائيلية طفلة وأحد المدنيين بعد استهدافهما في منطقة المحطة بدير البلح وسط القطاع.
وفي خان يونس جنوب غزة، استشهد أكثر من 15 مدنياً، غالبيتهم أطفال ونساء، جراء قصف إسرائيلي طال خيام نازحين في منطقة المواصي، ما تسبب في اشتعال النيران بالخيام واحتراق الجثامين، إضافة إلى إصابة عدد كبير من النازحين بحروق بالغة. وفي ذات المدينة، أدى استهداف خيمة بمحيط أبراج طيبة إلى استشهاد فلسطيني وطفله وإصابة 7 آخرين، فيما قتلت مسيرتان إسرائيليتان ثلاثة فلسطينيين في حيّي المنارة والسلام.
شمالاً، استهدفت طائرة مسيرة مدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفلة، وصلت جثامينهم متفحمة إلى المستشفيات. كما ارتكبت إسرائيل مجزرة بحق عائلة عسلية، حيث قتلت جميع أفراد العائلة السبعة بعد قصف خيمتهم في شارع الداخلية الجديد. وفي بيت لاهيا، قُتل ستة فلسطينيين من عائلة محمد العطل بعد قصف خيمتهم، وهم الزوجان وأطفالهما الأربعة.
منذ استئناف العمليات العسكرية واسعة النطاق في 18 مارس الماضي، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 1691 شهيداً، إضافة إلى 4464 جريحاً، وفق وزارة الصحة في غزة. أما منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، فقد تجاوز عدد الشهداء والجرحى 167 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.
وتُفاقم هذه الجرائم من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من 1.5 مليون مواطن بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل منذ 18 عاماً، وتسبب في دخول القطاع مرحلة المجاعة نتيجة منع المساعدات الإنسانية من الدخول.