
كتب: أحمد نور
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أمله في التوصل إلى اتفاقيات تجارية “جيدة” مع عدد من الدول، على رأسها الصين ودول الاتحاد الأوروبي، إلا أنه أكد أنه “ليس في عجلة من أمره”، مشيرًا إلى أن واشنطن مستعدة لفرض رسوم جمركية كبيرة على السلع المستوردة إذا لزم الأمر. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ترمب في البيت الأبيض عقب لقائه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حيث ناقش الجانبان مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، وسبل تجاوز التوترات الاقتصادية الراهنة.
وقال ترمب إن الولايات المتحدة أجرت مفاوضات تجارية مكثفة وعلى أعلى مستوى مع عدد من الدول، مشيرًا إلى أن الأمور تسير بشكل إيجابي، وأن بلاده تتقدم بشكل جيد في هذا الملف. كما شدد على أن واشنطن لن تواجه صعوبات كبيرة في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن فترة تعليق الرسوم الجمركية التي تستمر لمدة 90 يومًا قد تنتهي بإبرام اتفاق شامل، لأن الولايات المتحدة تمتلك ما يريده الجميع، حسب تعبيره.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الصين، عبّر ترمب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق تجاري “جيد جدًا” مع بكين، على الرغم من استمرار فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية تصل إلى 245%. وردًا على سؤال حول زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لثلاث دول حليفة للولايات المتحدة، هي فيتنام وماليزيا وكمبوديا، قال ترمب: “لا أحد يستطيع منافستنا، وسنبرم اتفاقًا قويًا في نهاية المطاف”.
من جهتها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن ثقتها في إمكانية التوصل إلى تفاهمات تجارية بين الجانبين الأميركي والأوروبي، مؤكدة أنها ستسعى للعب دور الوسيط بين ترمب والدول الأوروبية، رغم عدم قدرتها على التفاوض نيابة عن الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي. وأشارت إلى أن الجانبين سيتحدثان بصراحة عن مصالح كل طرف، متوقعة نتائج إيجابية خلال الفترة المقبلة، كما دعت ترمب إلى زيارة إيطاليا، وأكدت التزام بلادها بالوصول إلى نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق الدفاعي، وفقًا لمتطلبات حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وأكد مسؤولون أميركيون أن علاقة ترمب بميلوني “خاصة جدًا”، وأنها تلعب دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وبروكسل، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات التجارية في الشهور الأخيرة. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت رسومًا جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد برسوم انتقامية على منتجات أميركية، وصلت قيمتها إلى أكثر من 20 مليار يورو، قبل أن يتم تعليق هذه الإجراءات بشكل مؤقت من الجانبين لمدة 90 يومًا.
وفي تعليق رسمي، شدد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أولوف جيل، على أن بروكسل ما زالت تفضل الحل التفاوضي، نظرًا لتأثير الرسوم السلبي على اقتصادات وشركات ومستهلكي الجانبين، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الاتحاد الأوروبي لا يستبعد اتخاذ إجراءات مضادة جديدة إذا فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة.