
كتبت: مروة الجبار
أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مصر تبنّت استراتيجية وطنية شاملة لحماية الصحة النباتية، بهدف ضمان استدامة الإنتاج الزراعي، والحفاظ على الثروة النباتية، ومواجهة المخاطر المتزايدة التي تهدد الأمن الغذائي.
وقال الوزير، خلال كلمته في الاجتماع الرفيع المستوى لدعم الاستراتيجية الإقليمية لمنظمة الأغذية والزراعة لإدارة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود، والذي تستضيفه مدينة باري الإيطالية يومي 12 و13 مايو الجاري، إن هذا اللقاء الدولي يشكّل منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك في مواجهة التحديات الزراعية التي تواجه دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وأوضح فاروق أن التحديات التي تواجهها مصر في القطاع الزراعي، لا سيما الكثافة السكانية ومحدودية الموارد المائية والمساحات الزراعية، دفعت الدولة إلى اتخاذ خطوات جادة لضمان استدامة الإنتاج وتوفير غذاء آمن وعالي الجودة يتوافق مع المعايير الدولية. وأشار إلى أن الاستراتيجية المصرية ترتكز على محاور متعددة تشمل التوعية والإرشاد، وبناء القدرات للعاملين في الصحة النباتية، وتعزيز آليات الوقاية من الآفات المدمرة مثل الجراد الصحراوي ودودة الحشد الخريفية وسوسة النخيل، موضحًا أن مصر نجحت في التصدي لتلك التحديات، ونالت إشادة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في هذا الشأن.
وأشار الوزير إلى أن مصر أنشأت مناطق زراعية خالية من الآفات يتم صيانتها باستمرار، بما يضمن توافق الإنتاج مع المعايير الدولية، كما انضمت إلى منظمة “اليوبوف” لتعزيز استخدام الأصناف النباتية المقاومة للظروف المناخية، وطبّقت منظومة تكويد المزارع لتعزيز ثقة الأسواق العالمية في المنتجات الزراعية المصرية.
كما استعرض فاروق جهود الوزارة في تطوير منظومة الصحة النباتية عبر تأسيس لجنة تنسيقية تضم جهات فنية معنية لمتابعة وتقييم الأنشطة محليًا ودوليًا، واستخدام تقنيات حديثة مثل المصائد الذكية والحملات الاستكشافية، بالإضافة إلى إصدار قانون الزراعة العضوية عام 2020، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تنظيم القطاع الزراعي.
وشدد الوزير على أهمية التكيف مع التغيرات المناخية من خلال الزراعة الذكية والخضراء والممارسات الجيدة، مؤكدًا على الدور الحيوي للمعاهد البحثية في تقديم حلول فعالة لمكافحة الآفات وضمان سلامة المحاصيل. كما لفت إلى تبني مصر نهجًا مستدامًا في إدارة المبيدات، يجمع بين الوسائل الكيميائية والبيولوجية المعتمدة، مع تعزيز الاستثمار في البحث العلمي وتطوير البنية التحتية للمعامل المرجعية.
ودعا فاروق إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الآفات العابرة للحدود، وتحديث التشريعات الزراعية، وتوفير سياسات زراعية داعمة تشمل التدريب وتطوير البنية التحتية وتمكين العاملين في مجال الحجر الزراعي. كما أكد على أهمية الالتزام العادل بالمعايير الدولية، وتفعيل دور المختبرات الوطنية، والتوسع في إنتاج شتلات خالية من الآفات الفيروسية، وتطوير نظم الإدارة المتكاملة للآفات بدعم مالي وفني من الجهات المانحة.
وختم الوزير بتأكيد حرص مصر على تطوير نظم الإنذار المبكر بالمخاطر النباتية، ودعم البحث التطبيقي لتطوير ممارسات تتماشى مع التغيرات المناخية، إلى جانب استخدام التكنولوجيا الرقمية في الإرشاد الزراعي لضمان وصول المعرفة للمزارعين في الوقت المناسب.