الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

في مواجهة الإلحاد والعلمانية.. الأزهر يواصل صناعة الحصون الفكرية

كتبت: زينب محمد أحمد

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأزهر الشريف سيظل منارة لصناعة المجددين والمصلحين في كل العصور، مستندًا إلى مناهجه العلمية الرصينة التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وما يتمتع به من علماء أفذاذ نذروا أنفسهم لخدمة الدين والإنسانية، مشيرًا إلى أن صناعة المصلحين داخل الأزهر ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، هي: تدريس مناهج علمية تعتمد على إعمال العقل والفهم العميق، وتعزيز التكامل المعرفي بين العلوم الإنسانية والشرعية، واختيار ورعاية الطلاب المتميزين بما يؤهلهم لحمل راية الإصلاح الوسطي في الحاضر والمستقبل.

جاء ذلك خلال كلمة مفتي الجمهورية في المؤتمر العلمي الأول بعنوان «الأزهر وصناعة المصلحين»، والذي تنظمه كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، حيث شدد على أن قضايا الإصلاح لم تكن يومًا عابرة في تاريخ الأزهر، بل هي نهج مستمر مستمد من تراث راسخ يتفاعل بوعي ومسؤولية مع متغيرات الواقع. وأوضح أن موقف الأزهر الشريف من القضايا الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يؤكد هذا التوجه، من خلال بياناته ومؤتمراته وجهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في المحافل الدولية، دعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني ولا سيما ما يحدث في غزة.

وأشار الدكتور عياد إلى أن الأزهر أنجب عبر تاريخه أعلامًا بارزين في مسيرة التجديد، من بينهم العلامة الدكتور محمد البهي، الذي تتلمذ في معاهد الأزهر منذ التحاقه بمعهد دسوق الديني عام 1917، ومرورًا بمعهد طنطا، ثم الإجازة العالية من القاهرة، وصولًا إلى حصوله على الدكتوراه من جامعة هامبورج الألمانية عام 1936، برسالته عن “الشيخ محمد عبده والتربية القومية في مصر”. وأكد المفتي أن الدكتور البهي يُعد امتدادًا حيًا لمدرسة التجديد التي أرساها الإمام محمد عبده، مشيرًا إلى أن مشروعه الإصلاحي تميز بالشمول والعمق، متناولًا قضايا الفكر والتربية والسياسة والمجتمع.

وأضاف أن فكر الدكتور البهي استند إلى ثلاثة محاور رئيسية، أولها مواجهة الفكر المادي وتفنيد دعاوى الماركسية وكشف زيف شعاراتها، كما ظهر في كتابه “تهافت الفكر المادي التاريخي”. أما المحور الثاني، فكان التصدي للمذاهب الهدامة كالعلمانية والماسونية، والرد على المستشرقين في كتابه “الإسلام ومواجهة المذاهب الهدامة”. بينما تمثل المحور الثالث في تقديم الإسلام كنظام شامل قادر على معالجة قضايا الواقع، كما فصّله في كتبه: “الإسلام كنظام للحياة”، و”الإسلام والاقتصاد”، و”الإسلام في حل مشكلات المجتمعات الإسلامية”.

وأكد مفتي الجمهورية أن الدكتور البهي لم يقتصر على الجهد الأكاديمي، بل كان صاحب رؤية إصلاحية واسعة، استطاع من خلالها تجديد الفكر الإسلامي وتحقيق التوازن بين الثوابت الشرعية ومتغيرات العصر، موضحًا أنه تناول في مؤلفاته إشكاليات العقل المسلم، وسعى لترسيخ وعي حضاري يعزز من قدرة الأمة على النهوض دون التفريط في قيمها وهويتها. كما أشار إلى أن أبرز ما يميز مشروعه الفكري كتابه “الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي”، الذي يمثل مرجعًا مهمًا في تحليل العلاقة بين الفكر والسياسة، وجهوده في تفنيد المزاعم المغلوطة بحق الإسلام.

واختتم مفتي الجمهورية كلمته بالتأكيد على ضرورة الاستثمار في صناعة المصلحين وإعدادهم بعناية، بما يضمن تهيئتهم لحمل مسؤولية الإصلاح الديني والمجتمعي في مختلف الميادين، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية، لتحقيق الأهداف المشتركة في ظل توازن واعٍ بين الثوابت والمتغيرات.

عن أحمد شعبان

شاهد أيضاً

دار الإفتاء: لا اجتهاد إلا لأهله.. والقياس ركن أصيل في التشريع

الإفتاء: يجوز توزيع الأموال في الحياة.. والأزهر: القول بذلك باطل

كتبت: سماح علي حامد أثار حكم قيام الأب بكتابة ممتلكاته لبناته في حياته جدلاً فقهياً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *