
كتبت: تغريد نظيف
في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها، أعلنت منظمة حقوقية في كوريا الجنوبية أن لاجئة كورية شمالية تستعد لرفع دعوى قضائية مدنية وجنائية ضد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وعدد من كبار المسؤولين في نظام بيونج يانج، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وذلك أمام محكمة سول المركزية، وفقًا لما نقلته “القاهرة الإخبارية”.
وتعود القصة إلى “تشوي”، التي انشقت عن كوريا الشمالية للمرة الأولى عام 1997، قبل أن تُرحَّل قسرًا من الصين عام 2008، ليتم احتجازها في أحد مراكز الاعتقال التابعة للنظام الكوري الشمالي، حيث أكدت أنها تعرضت لاعتداءات جنسية وتعذيب جسدي ونفسي، فضلًا عن المعاملة اللاإنسانية طوال فترة احتجازها التي امتدت خمسة أشهر.
ورغم فشلها في ثلاث محاولات هروب لاحقة، نجحت في يناير 2012 بالفرار مرة أخرى، واستقرت في كوريا الجنوبية بحلول أكتوبر من العام نفسه، لتبدأ بعد سنوات طويلة من المعاناة خطواتها القانونية لمقاضاة مسؤولي نظام كيم جونج أون.
وتتولى “مؤسسة دعم الحقوق القانونية”، التابعة لمركز قاعدة بيانات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية (NKDB)، تقديم الدعوى رسميًا يوم الجمعة المقبل نيابة عن تشوي مين-كيونج، رئيسة جمعية أسر ضحايا السجون في كوريا الشمالية، والتي تتحدث باسم العديد من الضحايا الذين مرّوا بتجارب مشابهة.
ووصفت المنظمة هذه الدعوى بأنها تحمل “أهمية تاريخية”، كونها أول قضية من نوعها تُرفع من قبل مواطنة كورية شمالية ضد النظام الحاكم في بيونج يانج بشأن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنها تسعى أيضًا لعرض القضية على منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.
وتعتزم “تشوي” تقديم شكوى ضد خمسة أشخاص، بينهم كيم جونج أون ومسؤولون في وزارة أمن الدولة، بموجب القانون الكوري الجنوبي المتعلق بالعقوبات على الجرائم الواقعة ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت اللاجئة في تصريحاتها: “أشعر بمسؤولية كبيرة لمحاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الكوري الشمالي. أطمح إلى لفت أنظار المجتمعين المحلي والدولي إلى حجم الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء بلدي”.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من السلطات الكورية الشمالية، كما لم يتضح ما إذا كانت القضية ستظل ضمن الإطار القضائي المحلي في كوريا الجنوبية أم ستحال إلى المحافل الدولية المختصة.