إرهاب الحاكم لشعبة ،، أليس إرهاب ؟؟

عادل فهمى

..في أول ليلة في المخيم كانوا جالسون ،، وعن ما حدث لهم في رحلتهم كانوا يتحدثون ،، ولأسباب ما آلت إليه أوطانهم كانوا يتناقشون ،، وإذ فجأة قاطعهم هذا العجوز ،، قائلاً لهم ” يحاربون الإرهاب بالإرهاب ” ..
على أشلاء مدينتنا يتراقصون ،، ونحن إلى الأن لما يحدث جاهلون ،، قتلوا الشعب وأجهضوا الثورة وغسلوا أيديهم بمحاربة الإرهاب ،، عن أي إرهاب يتحدثون ؟؟
الفقر يولد الجهل ،، والجهل يولد الفساد ،، والفساد يولد الظلم ،، والظلم يولد القهر ،، والقهر يولد الكره ،، والكره يولد العنف ،، والعنف يولد الإرهاب ،، وهم جميعاً يحاربون الإرهاب ،، عن أي إرهاب يتحدثون ؟؟
الفقر والجهل والفساد ليسوا من العدل في شيء ،، فالفقر يخلق المعاناة ،، والجهل يغذي التطرف ،، فأما الفساد فيولد الظلم ،، وكلما تراكم الظلم تزايدت فكرة الإنتقام لدى البعض ،، فالوحشية والقسوة سطرها العديد من الطغاة الظالمين ،، وبعد كل ما كان أجتمعوا على ضرورة محاربة الإرهاب ،، عن أي إرهاب يتحدثون ؟؟
–
أرجوكم أسمحوا لنا بتعريف واضح لما أسميتموه الإرهاب ،، وأتوسل إليكم صنفوا لنا تلك الأفعال إن كانت إرهاب ..
إرهاب الحاكم لشعبة ،، أليس إرهاب ؟؟
إرهاب الحكومة للمواطن ،، أليس إرهاب ؟؟
للإرهاب أنواع عديدة وفقاً لنظرتكم للإرهاب ،، إلا أن أبشع صوره تتجلى في إرهاب الحاكم للمحكوم ،، فهذا إرهاب مقنن يحميه القانون ،، منظم يدافع عنه الروتين ،، أرجوكم كافحوا هذا الإرهاب ..
الجرائم تبنى على الجزم واليقين لا الشك والتخمين ،، وهم لبعضهم بعضاً يكيلون الإتهامات ،، فأنقسموا وبعضهم وأقاموا الإتحادات ،، ينظرون لبعضهم وكلاً لمصالحه يسعى وللإرهاب يحارب ..
الجريمة موجودة وهم يبحثون عن الجاني ،، وأضحى كل من يعارض أو يرفض يدعم الإرهاب ،، وأضحى لدى الحاكم سنداً لفعل أي شيء فهو يحارب الإرهاب ،، والنظام يفعل ما يفعل فَنحن في حرب ضروس ضد من يدعم الإرهاب ،، عن أي إرهاب يتحدثون ؟؟
–
الظلم يولد الإنفجار ،، وقد لوثت مياه الأنهار ،، وشبابنا يغرق في البحار ،، ومن بقى فيه البلاد أصابته لعنة العار ،، أزمات طاحنة منها أزمة السولار ،، يلعبون معنا لعبة القط والفار ،، ويتعاملون معنا كما يتعملون مع الحمار ،، فهم من يحمينا من أن يلحق بنا الدمار ،، وعلينا أن نتحمل سوياً وإلا فلسوف نسقط جميعاً في حفرة من نار ،، وتناسوا جميعاً أنهم هم سبب هذا الذل والعار ..
حاكم ظالم ،، ونظام فاسد ،، وشعب جاهل ،، فكيف لنا أن نكتُب التاريخ ؟؟
أمة لا تقرأ ،، ينظرون إلى القوة على أساس الحجم ،، فرجولتهم بفحولتهم ،، وقوة الدولة بمساحتها ،، لا يدركون معنى الفداء ،، ولا يعلمون معنى الوفاء ،، ولا ينظرون إلى الأبناء ،، من إستكبارهم وكبرهم تولد الظلم ،، ومن ظلمهم تولدت لدينا رغبة في المقاومة والإنتقام ..
–
سألوه عن الحق والضلال ؟؟
فأجابهم العدل ..
فسألوه عن العدل ؟؟
فأجابهم الإنسان ..
فسألوه عن الإنسان ؟؟
فأجابهم الوطن ..
ثم سألوه عن الوطن ؟؟
فأجابهم الكرامة ..
في بلادنا أُهدرت الكرامة ،، فمات الوطن فينا ،، وتأه الإنسان في أرجاء المدينة ،، ولم يعد للعدل حكاية من حكاوينا ،، فأختل الميزان وتبدل كل ما كان فينا ..
أختل توازن الميزان ،، فزاد الذل والهوان ،، وأضحينا في خبر كان ،، فمات هنا إنسان ،، وهناك من فقد العنوان ..
أرجوكم أسمحوا لنا بتعريف واضح لما أسميتموه الإرهاب ،، وأتوسل إليكم صنفوا لنا تلك الأفعال إن كانت إرهاب ..
إرهاب الحاكم لشعبة ،، أليس إرهاب ؟؟
إرهاب الحكومة للمواطن ،، أليس إرهاب ؟؟
–
ينظرون لبعضهم ،، وباتت دموع المظلوم في عيونهم ،، وإذ فجأة قاطعهم هذا العجوز مجدداً ،، قائلاً لهم ܓܨܓ لا فقر أشد من الجهل ܓܨܓ