
يونس عاشور – YOUNES ASHOUR
كشفت تقارير صحفية أنّ شيفون زيليس، المديرة التنفيذية في شركة “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك، أنجبت توأماً من الملياردير عام 2021 بتقنية التلقيح الاصطناعي، قبل أن تنجب منه طفلين آخرين خلال عامي 2024 و2025.
ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست، فإن أحد أطفال ماسك الأربعة عشر على الأقل وُلد بعد اختيار جنيني باستخدام تقنية “درجة الخطر متعددة الجينات”، التي تقدمها شركة ناشئة في وادي السيليكون تُدعى “أوركيد هيلث”. وتهدف هذه التقنية إلى تقييم احتمالات إصابة الأجنة بأمراض شائعة ومعقّدة مثل السرطان والسكري والفصام، قبل اتخاذ قرار بشأن الحمل.
تأسست “أوركيد هيلث” عام 2019 في سان فرانسيسكو على يد رائدة الأعمال الأمريكية من أصول باكستانية نور صدّيقي، وتعدّ نفسها أول شركة قادرة على إجراء تسلسل كامل لجينوم الجنين باستخدام عدد محدود من خلاياه. وتقدّم خدماتها اليوم في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي في الولايات المتحدة.
لكن هذه التقنية التي يُنظر إليها بوصفها نقلة نوعية في مجال الطب التناسلي، تثير جدلاً واسعاً بين الخبراء، الذين يشككون في دقتها، ويحذّرون من خطر تحوّلها إلى وسيلة لـ”تصميم الأطفال” بناءً على معايير وراثية، ما قد يفتح الباب أمام مشكلات أخلاقية ومجتمعية مرتبطة بالتمييز وعدم المساواة.

في المقابل، تدافع صدّيقي عن رؤيتها، مؤكدة أن هذه المقاربة “ستقضي تدريجياً على الأمراض الوراثية”، بل وتوقعت أن تصبح عملية اختيار الأجنّة عبر فحوص جينية متقدمة “الوسيلة المفضلة للإنجاب”، فيما يقتصر دور الجنس على المتعة فقط.
ويأتي هذا الجدل في وقت يتنامى فيه الاهتمام الأمريكي، خصوصاً في الأوساط اليمينية، بدعم سياسات وتشريعات تشجّع على زيادة معدلات الإنجاب، ما يربط بين التكنولوجيا الحديثة وأجندات سياسية وثقافية أوسع.