
يونس عاشور – YOUNES ASHOUR
نبارك لعشاق الهواتف الذكية موسم إطلاق الإصدارات الجديدة، حيث تتسابق شركات التكنولوجيا العملاقة لإقناعك بأن الوقت قد حان لترقية جهازك واقتناء أحدث ما في السوق.
فقد طرحت غوغل هاتف Pixel 9 مؤخراً، فيما تستعد أبل للكشف عن iPhone 16 في 20 سبتمبر/أيلول، بينما سبقتها سامسونغ في يوليو/تموز الماضي بإطلاق هواتفها القابلة للطي Z Flip6 و Z Fold6. أما هواوي فقد رفعت سقف المنافسة بإصدار Mate XT القابل للطي مرتين ليصبح بحجم أصغر يصل إلى الثلث.
ورغم التراجع العالمي في مبيعات الهواتف الذكية، فإن الحملات التسويقية لهذه الشركات أصبحت أكثر إبهاراً من أي وقت مضى، حيث يعد تيم كوك بأن iPhone 16 سيُعيد “تعريف قدرات الهاتف الذكي”، في حين أشاد مسؤولو غوغل بـ”جماليات” تصميم Pixel 9. وحتى هواوي لجأت إلى الأغاني للترويج لعلامتها التجارية!
الذكاء الاصطناعي كان العنوان الأبرز هذا العام:
- غوغل قدّمت ميزة Magic Editor لمعالجة الصور بلمسة ذكية.
- أبل دمجت ChatGPT في مساعدها الرقمي Siri تحت مظلة Apple Intelligence.
لكن هل يهتم المستخدم العادي بكل ذلك؟ يوضح بن وود، خبير الهواتف الذكية في شركة CCS Insight، أن الكاميرا ما زالت على رأس أولويات معظم الناس، بينما أصبح تغيير الهاتف أقل تكراراً مقارنة بالعقد الماضي بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع المبيعات (من 30 مليون جهاز عام 2013 إلى نحو 13.5 مليون هذا العام).
إلى جانب ذلك، تلعب أزمة تكلفة المعيشة والاعتبارات البيئية دوراً مهماً في قرار الشراء. بل إن بعض المدارس في بريطانيا بدأت بفرض قيود على استخدام الهواتف بين الطلاب، وأطلقت شركات مثل HMD أجهزة بسيطة “أقرب لهواتف البكم”، خالية من التطبيقات والرفاهية الرقمية، في محاولة لإيجاد بدائل أكثر عملية.
ومع ذلك، يبقى الهاتف الذكي أداة متعددة الوظائف لا غنى عنها. فهو ليس مجرد وسيلة للترفيه أو التواصل، بل أداة عمل، وإدارة مالية، ومساعد صحي، وحتى وسيلة للتخطيط الأسري. ويؤكد الباحثون مثل بيت إيتشلز أن الحديث حول الهواتف لا يجب أن ينحصر في المخاطر، فهناك أيضاً فوائد جمة لا يمكن تجاهلها.