رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

شارع العبور ..وأنا وحدي..

بقلم الكاتبة/ نجمة عمر

أعبر الشارع شاعرة حاملة قنديلا والشعلة روحي…
وأتنفس رائحة الحبر وصدري فيه حشرجة …
رائحة البارود تخنقني…
صوت الصمت المأجور يقلقني…
يتلفون أوراق الصمود…
يكبلون دحرجة الدموع الصاخبة…

عبر شارع يمرون …
عبر شارع يلتقون …
عيون تلتقي بدموع جريحة…
قصص مخيفة …
قصص عشق معطلة…
أكتاف مثقلة بالأنين…
أقدام بهموم البرد والجوع تمشي …
عبر شارع الرشيد تبكي الطريق…
قلوب تنزح وتترك الجسد النحيل يمشي…
روح تسابق الريح والشهقة…
ركام من الحنين المتروك…
انتظار الحبيب للحظة النبضة…
أجساد ستجاور الركام…
هناك سوف تنصب الخيام…
قصتي مع الليل تحتفظ بضوء الأمل…
هناك في الشمال حرب من نوع مختلف…
هناك حرب الذكريات والخراب…
هناك في الجنوب بحر غاضب…
هناك الموج يلملم شتات الوجع…
هنا وهناك أطفال يركضون…
هنا وهناك وقريبا من حي الزيتون أحلام مشوشة…
عبر شارع الرشيد سوق مقسمة…
سوق الوجع والفرح والحنين…
سوق للنهايات والبدايات المحلقة…

فمن يشتري منكم جرحا ويقايضه بسقف بيت من حديد…؟
ومن يبيع ويشتري في طفل يتيم..؟
ومن يتصدق بٱبتسامته لعابر السبيل..؟
ومن يقتحم هدوء الموت ليرقص وحده؟
ومن سيمسك بيدي كي لا أندثر كأنا هكذا وحدي..؟
ما بعد دمعي وبعد قشعريرة في جسدي تسري أنا وروحي…

تحمست فرحا لإنتهاء القصف…
تألمت وجعا من هول استغلال الجروح…
عيون تأمل أن يتكاتف الكل…
من مرحلة لمرحلة ننتظر في محطة النزوح…
نعود شمالا ونعود جنوبا وننتفض من الرماد…
يعبرون شارع الرشيد فتهرب من الجيوب قصص كثيرة…
وتسقط من الجفون دموعي…
وتتساقط من رسائل الغرام جروحي…
ورمضاء العيون والكحل عربي يحرقني…
وبعض من رائحة مطبخ أمي يدلني على الطريق…
تنهيدة ساخنة كعطر أمي على العنق…
تلتصق بروحي رائحة العطر والكافور…
أتوغل في الشارع والأجساد تلتصق بالتراب…
واللحود هناك وهنا تحت الأقدام العارية…
وينسون أن من مات كان أجزاء بلا كفن…
دفنوهم تحت أقدام المشاة…
شارع الرشيد دافئ…
مكتظ جدا هو الفؤاد بالضحكات المبتورة…
شارع الرشيد مكسور…
ريش الجناح يفيض برائحة الغراء…
تشابكت الريشات والذكريات…
كرة ملونة من صوف تركض تاركة خلفها خيطا من حرير…
تنسجه جدتي وشاحا فلسطينيا ممزوجا بالحكايات…
مفتاح لا يصدأ معلق بالأعناق…
وروح الشادي كادت تسكت خنقا بقلادة…
مغرورقة هي الجموع العابرة بلحن وأمنية…
وعند الأصيل والشروق والغروب والضحى يبقى هو…
يبقى الشارع مع تعاقب الوقت والفصول مكتظا بالضحكات…
يسخر الزمن مني ومن أساطير الجدات…
شارع يعبرونه في صمت مهيب…
تعلق حكايتي بأغصان الضلوع المشروخة…
أترقب صافرة الرحيل والمحطات فقط للنازحين…
عبرت يا أمي كنازحة نحو الشمال بولدي وأبي والوعود…
عبرت الشارع نحو الجنوب ….عدت وحدي…
لوحدي سأعبر الطريق …
لوحدي أعود نحو أرضي…
لوحدي أبحث عن داري…
لوحدي أبحث عن جماجم أهلي…
لوحدي أتعقب رائحة اشلاء مدينتي…
لوحدي أعشق أرضي …
لوحدي أنا والشارع بنفس الإسم وحفنة من وجعي…
ولن أترك ترابا يعشق جسدي…
كم عشقته وتركني وحدي…
تمنينا الجهاد وحفر لحدي…
تناسينا الرحلة والتذكرة وجدي…
يفر اللحن من مبتدأ الجملة …
يهرول الموت ليكون الخبر…
نقدمه ونؤخره عبثا …
سنستوفي أرزاقنا ونلتقي…

يا عشق كم أتعبتني!
ويا ليل كم أرهقتني!
ويا حبا لا أجد لوصفه حرفا..
ويا شوقا يحملني إليك ويغرقني ملحا متشبعا..
ويا حضنا يستأنس بالبرد في اركاني المتمردة..
ويا من دنوت من ذكراك أنتصر..
وأستسلم وأنهزم لحظة سؤالي عن من تكون حبيبتك..
وتصمت وتنطق حروف الحبور وأتبلل من دمع الرجا…
والروى و النوى والهوى والدواء أنت والبلسم…
يا عشقي ويا مأربي…
يا رغبتي وشجوني واحتلالي…
يا وطني ويا شروخ روحي…
مكتظ هو الشارع يا أمي و أعبره وأنا وحدي..

يا عشق يا فلسطين!

نجمة عمر علي #تونسفلسطين

فينوس قرطاج والوجع عربي

ثورة النجمة الأخيرة

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

وفاة صغيرين وإصابة 7 آخرين إثر انقلاب سيارة ربع نقل بأسيوط

كتبت/ أنوار محمد شهد الطريق الصحراوي الغربي بنزلة العتامنة التابعة لمركز منفلوط في محافظة أسيوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *