
بقلم: أحمد زكي
الحب…؟
سألته: هل تُحبها؟
فأجابني: نعم..!
فقلت له: هل تشعر بالحب نحوها؟
فرد مستنكرًا: وما هذا الشعور!
فقلت له: إذًا أنت لا تُحبها…
اندهش ونهرني، وقال لي: أجبني، ما هذا الشعور الذي تسأله؟
وهنا أدركت تمامًا أنه يعرفها، ولا يُحبها…
أمعنت النظر فيه طويلًا، وقبل أن يتركني ويرحل، قلت له: ما الذي انتابك الآن؟
فقال: شعرت أنني يجب أن أرحل الآن من أمامك.
فقلت له: لماذا؟
قال: لقد شعرت بالغضب منك كثيرًا…
وهنا ابتسمت وقلت له: هكذا أنت شعرت بالغضب، ولم تقل غضبت، وهنا انتبه وتفهم سؤالي في بداية كلامي عن الشعور بالحب.
وكررت له: الشعور بالحب… هو الحب.
فعاد وهدأ، وطلب مني توضيح الأمر…
فقلت له: اجلس واهدأ… وألمحت له أن الهدوء شعور أيضًا.
وبدأت أسرد له ما هو الحب…
الحب… هو الإحساس بكل جوارح الجسد حين لقاء الحبيب،
فينقطع النفس، وتتصلب العينان، ويعجز اللسان عن الكلام،
ويقف العقل عن التفكير، وينبض القلب سريعًا،
ويتَصبب العرق من الأطراف، وتزداد حرارة الجسد،
وتتسع الأذن لسماع نبضات قلب الحبيب،
وتستعد ذاكرة العقل لتسجيل كل نظرة، وكل كلمة، وكل همسة…
وتتطاير من حولك الطيور والورود،
وحاجات كثيرة من المشاعر والأحاسيس،
إلى أن تُصبح أسيرًا للمحبوب…
لا ترى غيرها،
لا تسمع سواها،
لا تشم إلا نسيمها،
لا تشعر بما يدور حولك،
لا تنظر لغيرها،
لا تذوق إلا طيفها…
فهل شعرت بهذا الإحساس من قبل حين لقائها؟
تركني وغادر مسرعًا…
فعرفت أنه يعرفها… ولا يُحبها…
تحياتي… ومن عندياتي،،
رمشة:
- رغم كل شيء نقوله أو نكتبه، يبقى في القلب أشياء أكبر من أن تُقال.
- علّمونا ونحن صغار أن الثعلب ماكر، ولكننا لم نرَ مكرًا ولا خبثًا إلا من البشر.
- تعلّم أن تُعطي غيابك، لمن لا يعرف قيمة حضورك.
- سنعتاد، ثم ننسى، ثم نصبح بخير، كأن شيئًا لم يكن…
- وناكر الجميل، لو أديته عسل، هيقولك: كتر خير النحل.
- لم يلاحظ الجميع طول صبرك، لاحظوا فقط غضبك عندما نفد صبرك.
إلى اللقاء…