رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

“أحمديات”

بقلم المهندس/ أحمد ذكى

مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يقصد ومقصود لم يفهم فإجعل كلمتك بسيطة حتى يفهم مقصدها…

الجزء الرابع

توحة… فى حارة ابو زيد

توجهت توحه الى عملها لمقابلة الاستاذ كمال صاحب المطعم والكافيه لملاقاته
ومعرفة طبيعة عملها الجديد وقد تزينت
وأضافت جمالا الى جمالها…وقد اختارت فى ثيابها الجديدة مايبرز أنوثتها …
وما إن لاقاها أستاذ كمال حتى فتح عينيه
ولم يتمالك نفسه من الإعجاب بتوحة…
فها هى الفتاة البسيطة بنت الحارة تقف امامه وكما توقع لها فى اول مرة شاهدها
فى ان تكون هى واجهة المكان فى استقبال
الضيوف وكبار الزوار…وان تكون معه فى لقائاته …فهى واجهه لهذا العمل…
رحب بها وشرح لها سريعا دورها…و عليه ان يعلمها اسلوب وبروتوكول العمل واللقاءات مع كبار الشخصيات …
فكان كمال يلتقى بتوحة وطموحها يوميا
وزاد التقارب بينهما…وتزداد خبرة توحه ويشاع صيتها بين زوار المكان والذى اصبح يرتادوه لمجرد مشاهدتها والحديث معها …هى ترى نجاحا فى عملها..وكمال يرى شئ اخر…ازداد ارتباطه بتوحه …وبدأ يغير عليها من عملها فهى طوال اليوم تلتقى وتبتسم للحضور ويتجاوب معها الجميع ويبادلونها الإبتسامات وكلمات الإعجاب…لم يتمالك كمال هذا الوضع وفاجأ توحة وصاح فى وجهها محذرا اياها من هذه الابتسامات وتبادل الحوار مع الزبائن وخاصة الرجال منهم…لم تفهم توحة المقصود من كلمات كمال ..فهاهو الرجل الذى طلب منها ان تفعل ذلك ونجحت فيه وهو نفس الرجل الذى يمنعها من هذا الاسلوب…وعادت توحه هذه اليلة
حزينه …وما ان دخلت الحارة حتى …
وجدت الحزن يخيم على الجميع ويستقبلها اهل الحارة بحزن شديد ونظرات العطف والدموع فى اعينهم…
فقد توفى والدها فى هذه اللحظات…
إرتمت فى احضان والدتها…والتى اهلكها الخبر..بجانب كبر سنها والتى لم تتحمل
فسقطت مغشيا عليها…فى حضن توحة…
وكانت اخر كلماتها …خذى بالك من نفسك ياتوحه…ابوكى كان بيحبك كثيرا…وانتى تعلمى مدى حبى لك…وبين احضان توحة
اغمضت عينها …ولم تعلم توحة انها اخر الكلمات…وان والدتها لم تتحمل فراق والدها …وكأنها قررت ان تذهب معه…
لم تتمالك توحة الصدمة فى لحظه واحدة
فقدت والدها ووالدتها…وسقطت مغشيا عليها…وسط جيرانها ..والذين سارعوا لإفاقتها من شدة الصدمة …ولم يتركوها
كانت ام محمود صاحبة البقالة فى الحارة
ابلغت اهل الحارة انها لن تترك توحة وستظل بجانبها…خاصة انهم لايوجد اقارب لهم سوى اهل حارتها الذين تربوا وعاشوا معهم…واوصت جاره لها بان
تشرف على المحل…وظلت ام محمود بجوار توحة وتحاول جاهدة ان تخفف عنها الصدمة …وان الحياة امامها وهذه كانت رغبة والديها..وان اهل الحارة كلهم اهلها…ثم اخبرتها…بان المهندس محمود
جارهم الطيب حضر اكثر من مرة للإطمئنان عليها وهو قلق جدا …وكان يحضر لهم كل المتطلبات من السوق والأدوية اللازمه لتهدئتها…انتبهت توحة الى ماقالته ام محمود …هو محمود بقى مهندس…ردت عليها ماشاء الله اتخرج
وحط ايده فى ايد الاسطى بندق وفتحو مركز كبير لصيانه العربيات على الشارع
الرئيسى ووصفت محمود بالشهم والذى لم ينكر جميل مع الاسطى بندق الذى كان يعلمه ويعمل عنده عندما كان طالب فى الكليه ليتعلم ويصرف على نفسه ويغطى مصاريف دراسته الى ان تخرج…حضر عم سيد صاحب الفرن …ومعه بعض المخبوزات لاعطائها لام محمود …ووجد توحة قد فاقت وابلغها تعازيه وانه واهل الحارة كلهم معاها ولن يتركوها …
شعرت توحة بالاطمئنان بين ام محمود وعم سيد …واهل الحارة…وسؤال محمود عليها…نهضت توحة لتقابل الحياة فقد غابت عن عملها…وسالت ام محمود …
هو فى حد سال عليا من الشغل لا يابنتى
ده انا مستغربة خالص ازاى يعنى محدش يسال …هنا شعرت توحة …بان الامان بين اهل حارتها…وان العمل لم يكن سوى استفادة خاصة من كمال الذى كان يتباهى
بها ثم قرر ان يمتلكها …انتبهت توحة على طرق الباب فتوجهت لتفتح لتجد امامها
عينان كلهما حنان ونظرات كلها اطمئنان
قطعت عليهما هذه اللحظات ام محمود
مين ياتوحة …فبلغتها انه محمود…قصدى المهندس محمود …وقد احمر وجهها خجلا
فكان محمود معه مستلزمات كثيرة قد احضرها..والتى كانت طلبتها ام محمود …لمستلزمات البيت …اتفضل يابنى …
لاحظت ام محمود برغبة محمود فى الدخول للاطمئنان على توحة فطلبت منه الدخول ترك محمود الباب مفتوحا فهاهى اخلاق اهل الحارة تنعكس على تصرفاتهم…
وظلت ام محمود تذكر لتوحة مافعله المهندس محمود خلال الفترة السابقه ..واهتمامه وشهامته…ومتابعتة لحالة توحة …الى ان فاقت …اطمان محمود على توحة ثم غادر وابلغهم اى حاجة يعوزوها يبلغوه…ومرت شهور على هذا الوضع…جلست ام محمود مع توحة تنظر فى عينيها فقد عرفت من محمود انه من زمان معجب بتوحة..وكان ينتظر ان يتخرج ويجهز مشروعة ثم ياتى ويتقدم الى اهل توحة…ولم يجد اللحظه التى يقدم بها على هذه الخطوة .فقررت ان تذكر توحة بهذا الموضوع وقالت لها
الظروف اتغيرت يابنتى…
خجلت توحة من كلمات ام محمود وعاد الى خيالها لحظه تلاقت عيونها وعيون محمود على الباب فقد شعرت توحة وقتها بشئ غربب…وان محمود لايحبها فقط بل يخاف عليها ويريد ان يرعاها ويحتضنها…وهذا ما اكدت عليه ام محمود.
صمتت توحة وابسمت…فقامت ام محمود على الفور باحتضانها…وقبلتها…
وقالت يابنتى انتى بقيتى امانه فى ايدى
ومش ممكن اسيبك الا للى يحبك … ويحافظ عليكى عشان ده وعدى امام ربنا
نقول مبروك ياتوحة … احمر وجها الجميل وصمتت توحة ودخلت الى المطبخ مسرعة…وكعادة اهل الحارة طلبت ام محمود من عم سيد والذى اصبح فى مقام
والدها ان يبلغ محمود ان ربنا يباركله ويوفقه …فى طلب يد توحة…فرح عم سيد بالخبر…وتوجه الى محمود فى المركز وزف اليه الخبر…طار محمود فى الهواء واحتضن عم سيد وجرى على عم بندق …باركلى ياعم بندق سعد الجميع وسعد اهل الحارة جميعا وتكاتفوا مع محمود وتوحة …لتكون النهايه السعيدة.
لتوحة فى حارة ابو زيد…
“الى اللقاء “

عن Eyon Elmagles

شاهد أيضاً

بسبب مخاطرها على الصحة.. أطعمة لا يجب تناولها صباحًا

كشفت دراسة جديدة عن مجموعة من الأطعمة التي لا يجب تناولها صباحًا، بسبب مخاطرها على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *