
بقلم: أحمد زكي
ما زالت الكلمةُ حائرةً بين مفهومٍ لم يُقصَد، ومقصودٍ لم يُفهَم، فاجعل كلمتك بسيطةً حتى يُفهَم مقصدها..
اعترافات
أخطر جاسوسة في العالم
بعد أن تم ضبطها… وفي اعترافها بكل ما أثبتته التحقيقات من وقائع، انهارت وهي تعترف بكل التفاصيل وبدأت تحكي…
كنت فاتحة الفيس بوك، ولقيت زوجي باعتلي إضافة على حسابي اللي أنا أصلًا كاتبة فيه اسمًا مستعارًا غير اسمي الحقيقي، وحاطة صورة فتاة جميلة بالذكاء الاصطناعي.
قبلت الإضافة، وأصبح زوجي حبيبي صديقي…
قام أبوا الشاب، وقعد يتكلّم معي على الخاص… وبيني وبين نفسي بقول:
“إنت وقعت ولا الهوى رماك؟!”
تعالى يا حلو… وعامل فيها مشغول على اللاب توب طول الليل…
جت فرصتي لحد عندي إني آخد حقي!
وبدأ يتعرّف ويدحلب ويتكلّم ويحكي… هزر… وأنا هزّرت.
زوجي بقى وبراحتي… غازلني فاتقبلت غزله… كل يوم يبعتلي نكت وصور وقلوب ويفتح مواضيع وحكايات معايا…
وطبعًا هو مفكرني نايمة.
أدخل عليه: “بتعمل إيه يا حبيبي؟”
فيقول: “بشتغل يا روحي، عندي شغل كتير أوي.”
بدأت أعمل نفسي مشغولة في المطبخ وقت كبير، وهو مبسوط طبعًا من إنشغالي… وأدخل أكلمه من جوّه من المطبخ…
وهو عايش اللحظة، وما يعرفش إن أنا أصلًا جنبه في البيت، وهو منكد علينا ومطلّع عيني، وضارب بوز على طول، وعلى الفيس ناعم ولذيذ أوي… مشاعر عالية!
بعد الفترة دي، وتمّ التعارف، طلب يشوف صورتي الحقيقية…
فقلت له: حاضر من عنيا يا حبيبي.
ورحت باعتاله صورة لممثلة جميلة وغير مشهورة… جامدة يعني…
طار عقله واتهبل زي المجنون!
مع إني في الحقيقة — والله — حلوة وجميلة بشهادة الجميع، بس تقولوا إيه بقى…
أنا بيني وبين نفسي عمالة أغلي… بس قاومت وكملت الفيلم…
سألني: “إنتي مرتبطة؟”
قلت له: “لأ يا حبيبي طبعًا… إنت خلاص بقيت دنيتي وحياتي.”
وثبّته تثبيت السنين.
قال من غير تفكير:
“طيب تتجوزيني؟”
النار ولعت جوايا…
“يا لهوي! طب أنا أجيلك من المطبخ دلوقتي يعني؟ واطلعلك بالسكينة؟ ولا أكمل الفيلم للنهاية؟”
بس قلت في نفسي:
بكره تندم يا أبو علي.
فقلت له: “بس إنت متجوز… وهتعمل كده إزاي؟ ومراتك أكيد هتزعل…”
والمفاجأة قال:
“بالله ما تجيبيليش سيرتها… دي ستّ نكدية… ومعكننة عليّا…”
وضحك بصوت عالي!
شفتوا الراجل؟!
قلت في عقلي: اثبتي…
وبلغته: “خليني أفكر… وأخد وقتي.”
وبعد كام يوم كلّمني تاني على الفيس…
واللي أنا رفضت أديه رقم التليفون رغم إلحاحه.
وبلغته: “خلينا على الفيس بوك.”
لغاية ما… “تيجي تخطبني من بابا.”
“بس أنا عاوزة طقم دهب حلو… ويكون غالي… ده لو إنت عاوز تخطبني فعلًا زي ما بتقول.”
قلت في عقلي: يمكن يتهدّ من الطلب ويراجع نفسه ويبعد… ويرجع لرشده ويبطل الأعمال الصبيانية دي…
ولكن كانت المفاجأة والصدمة…
إنه من غير تردد قال: “حاضر.”
وببجاحة جالي المطبخ وطلب فلوس، عشان عنده طلبات في الشغل حيجيبها ويرجعها تاني بعد ما يصرفها من شغله…
شفتوا الراجل وعمايله؟
قلت أكمل معاه… وأنا وراه لغاية ما أشوف آخرته إيه…
وبعد ما أخد الفلوس، أرسل رسالة على الفيس وطلب مني العنوان عشان يقابل أهلي ويطلبني.
وبلغني إنه كمان جاب الذهب…
يا فرحتي!
قلت له: “خد بالك، لتكون مراتك شافت الدهب وتبوظلنا الموضوع.”
قال: “ما تخافيش، أنا شايله في درج المكتب، وهي ما بتفتحهوش خالص.”
قلت في نفسي: كده وقعت يا حلو.
طيب أكمل الخطة… وأدلع عليه بقى، لأن النهاية قربت… وبرضه لأنه في الحقيقة زوجي.
وقلت له:
“إنت فعلاً حبتّني علشان شكلي ولا علشان إيه؟”
فرد مسرعًا:
“عشان روحِك الحلوة ودلعِك وخفة دمِّك شدّوني ليكي… أما الشكل آخر شيء بفكر فيه.”
قلت له: “طمّنتني… علشان كده أنا هبعتلك صورتي الحقيقية.”
قال:
“يعني إنتِ مش حلوة والصورة مش صورتك؟”
قلت له: “أنا حلوة، ما تخافش… ثواني بس… جمّد قلبك شوية.”
قال:
“مفيش مشكلة خلاص… ابعتيلي صورتك الحقيقية.”
كنت مجهّزة صورة فرحِنا…
وكنت مجهّزة في إيدي طقم الدهب اللي كان شايله في الدرج…
فارسلّت الصورة…
وبسرعة رُحت خارجة له ومعايا طقم الدهب الجديد…
وهو ماسك اللاب توب في إيديه.
بمجرد ما شافني…
كانت الصدمتين أقوى من بعض:
صورة فرحِنا… وأنا واقفة قدامه… وفي إيدي طقم الذهب.
سقط مغشيًا عليه فورًا بدون أي كلمة.
فطبعًا روّحنا بسرعة على المستشفى، ودخل الرعاية المركزة لإصابته بغيبوبة حادة، فقضى ليلة بالعناية المركزة… إلى أن فاق.
ومن ساعتها…
طبعًا عارفين… عاش معايا إزاي…
قُيّدت القضية بأكبر عملية تجسّس في العالم…
وقد حذّرت الجهات الأمنية من أي تعامل على الإنترنت، وضرورة التأكّد من الشخصية التي تتحدث معها قبل الوثوق بها…
تحياتي ومن عنديّاتي،،
قرمشة: كلام توكتوليكا…
[أهون عليك تهون عليّا]
[عينِك يا لوح دنا جايبها بطلوع الروح]
[لو لسه زعلان… البحر مليان]
[مش ذنبي إنك مش باين جنبي]
[إحنا السواقين الجدعان… اللي بنفادي الدبان]
[هتمشي على مهلك… هتوصل سليم لأهلك]
إلى اللقاء،،
عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة