
كتب: محمد عبدالعظيم
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الأصنام التي كانت تُعبد في الجاهلية مثل اللات والعزى ومناة وأساف ونائلة وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر قد اختفت تمامًا من الوجود ولم يعد لها أثر كأصنام يُسجد لها، مشيرًا إلى أن تحطيم تلك الأصنام كان إعلانًا لانتهاء صورة الشرك الظاهرة.
وأشار الجندي خلال ظهوره في برنامج “لعلهم يفقهون” على قناة “dmc” إلى أن هناك صنمًا آخر ما زال قائمًا ويعبده أغلب الناس دون أن ينتبهوا، وهو “صنم النفس”، موضحًا أنه أخطر من الأصنام الحجرية لأنه خفي ويتجدد في صورة هوى وكبرياء وتعظيم للذات. واستشهد بقول الله تعالى: «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه»، مبينًا أن الإنسان قد لا يسجد لصنم، لكنه قد يعبد رغباته إذا قدم هواه على طاعة الله.
وفي سياق آخر من الحلقة نفسها، أوضح الشيخ خالد الجندي أن قوله تعالى في قصة صاحب الجنتين: «وأُحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه» جاء بصيغة المبني للمجهول لا لغياب معرفة الفاعل، وإنما لنقل القارئ مباشرة إلى قلب الحدث، حيث تتجلى القدرة الإلهية في مشهد الهلاك الكامل دون تشتيت بالفاعل الذي هو معلوم للجميع.
وبيّن أن الإحاطة في الآية تعكس هلاكًا شاملًا من كل الجهات، ما يعمّق الإحساس بشدة العقاب وسرعته، ويُظهر أن المشهد يتجاوز مجرد خسارة مادية إلى درس إيماني بالغ.
وأكد الجندي أن القصة في أصلها ليست صراعًا حول العقيدة، لأن صاحب الجنتين كان يؤمن بالله بدليل قوله: «ولئن رددت إلى ربي»، لكنه وقع في كفران النعمة حين نسب الفضل لنفسه ولم يرَ يد الله في ما أعطي، مستشهدًا بقوله تعالى: «أكفرت بالذي خلقك من تراب».
وأوضح أن قول صاحب الجنتين: «ولم أشرك بربي أحدًا» لا ينفي الشرك الخفي، فالشرك هنا ليس عبادة الأصنام، بل “شرك النفس”، عندما يرى الإنسان نفسه السبب الأول في النجاح والرزق، فيغيب عنه شهود فضل الله. وأكد أن هذا النوع من الشرك قد يتسلل إلى القلوب دون أن يشعر الإنسان، حين يستحكم فيه الكبر ويقدّم ذاته على خالقه.
عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة