السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

ما بعد التحرر الافريقي احدى الدول الأفريقية وهى(بوتسوانا)..

أحمد مدكور

واحدة من أفقر دول الكوكب لحظة الاستقلال من الاستعمار البريطاني سنة 1966..كان عندها فى الوقت التحرر كام خريج جامعي؟ 22 إنسان..متوسط دخل الفرد سنويًا؟ 70$..شبكة الطرق؟ 8 كم..الموضة وقتها في إفريقيا كانت حاجة من اثنين.

يا دول معادية للأحزاب من الأساس زي سوازيلاند، يا إما النمط الأكثر شيوعًا..الحزب الواحد..القائد الملهم بطل الاستقلال يعمل حزب، قاعدته الأساسية هي قبيلته ويهمش باقي القبائل، ويسيب السلطة بطريق من اثنين..إما رصاصة تستقر في رأسه بعد انقلاب عسكري زي فرنسيس نجيما في غينيا الاستوائية علي يد إبن أخيه..وإما علي القبر ومعه دولته التي تتحلل بعد حرب أهلية طاحنة زي موبوتو في زائير.. النخب السياسية في بوتسوانا خدت طريق مختلف تمامًا..الديمقراطية.

عندنا تجربة ديمقراطية علي نطاق القبائل..القادة يجتمعوا في نطاق مؤسسي بدائي اسمه House of Chefs..ليه منطورش التجربة وتبقي تعددية حزبية؟ وقد كان..من اللحظة الأولي ظهرت الأحزاب..الحزب الفيدرالي وحزب بوتسوانا الموحدة والأكبر كان حزب بوتسوانا الديمقراطي.

.القائد التاريخي للحزب اسمه سيرتسي خاما..رفض أن يكون الرئيس عضو في البرلمان، وأصر علي اختيار الحكومة من مختلف الأحزاب عشان يحطم القاعدة اللعينة Winner-Takes-All..حتي قبيلته بونجواتو التي تمثل 80% من النسيج السكاني، لم يعتمد عليها لعدم إثارة النزاعات الإثنية وأصدر قانون الزعامة الذي أخضع كل رؤساء القبائل لسلطة الدولة..

بوتسوانا كانت تعتمد فقط علي المعونات الاقتصادية من النرويج وألمانيا وبريطانيا..لكن الطبيعة منت عليها بثروة من الماس بدأ اكتشافها في نهاية السبعينات..الماس في إفريقيا مرادف فوري للحروب الأهلية..سيراليون مثلًا أحد أكبر منتجي الماس في الكوكب..فودي سنكوح قاد الجبهة الثورية المتحدة نكل بأهلها، لم يقتل سوي 200 ألف بالاشتراك مع سفاح ليبريا تشارلز تايلور، الباقي اختار قطع أطرافهم للترهيب والتسليم بجيشه كقوة أحادية مسيطرة علي الثروات الطبيعية، سيراليون باتت كذلك أكبر دولة تحوي نسبة معاقين. لكن بوتسوانا التي اختارت الديمقراطية طوعًا دون إملاء خارجي كحال كثير من دول القارة بعد إعلان لاروشا ومن ثم مؤتمر فرنسا-إفريقيا 1991..أدرات عملية اكتشاف الماس بطريقة جيدة.

.وقعت عقد مع دي بيرز الجنوب إفريقية..وضعت العوائد في خزينة الدولة، في وقت كان موبوتو الزائيري يهرب أمواله لسويسرا وفرانسيس نجيما الغيني الاستوائي يضعها تحت سريره..مع اتباع سياسات بالغة الحدة لمكافحة الفساد..لم يكن يسمح لوزير باقتناء سيارة خاصة ولا المبيت في فنادق فارهة في سفريات الخارج الرسمية..نمط التنمية البوتسواني اعتمد حتي التسعينات علي قيادة الدولة..State-Led-Development أنشأت 3 صناديق لدفع الاستثمار المحلي وتمويل مشروعات البنية التحتية.

.طبقت مجانية التعليم حتي المرحلة الثانوية فضلًا عن نظام تأمين صحي يغطي قرابة نصف السكان.. ولأن الناس تستفيد من العوائد بشكل جيد، حتي بعد تحرير الأسواق من هيمنة الدولة في أواخر التسعينات..انتخبوا علي الدوام حزب بوتسوانا الديمقراطي..الحزب عايز يفضل في السلطة..

يخدم الناس..تيجي الانتخابات القادمة..يفوز..يستغل الفترة في تعزيز الخدمات..ينتخبوه مجددًا..فيما بات يُعرف ب ‘‘مزايا البقاء في الحكم‘‘ Incumbency Advantages..بعد 51 سنة من ديمقراطية بوتسوانية لم يقطعها انقلاب عسكري أو طمع من الرئيس يفضي إلي تعديل دستوري لإطالة مدة بقاءه في السلطة..بوتسوانا بقت فين؟ المساعدات الدولية باتت لا تشكل سوي 3% من موزانة الدولة بعد أن كانت 100% سنة 1966..شبكة الطرق أصبحت 7000 كم بدلًا من 8 كم..ومتوسط دخل الفرد الذي كان سبعين دولار مع الاستقلال أصبح 6800$ سنويًا..يعني ضعف متوسط دخل الفرد في مصر المحروسة أم الدنيا.

.أما القوة الشرائية للمواطن البوتسواني فأصبحت تضاهي المكسيكي والتركي..فقط عشان تدرك الفرق.. ليه بنقول الكلام ده ،لإدراك فشل أنظمة الحكم العسكرية المتعاقبة علي مصر..بص للبني الديمقراطية وخلق التوافق حول عملية تنمية..بص لتجربة شعب استحمل مرار الفقر ولم يخرج في مظاهرات لما اندلعت أزمة جفاف الثمانيات القاتلة..لأنه مدرك أن له صوت في صنع السياسات العامة وهينجح..

بص لدولة لم تصادر حق مواطنيها في تقرير مصيرهم السياسي رغم إنها كان ممكن تتحجج بانعدام الرشادة السياسية لانخفاض مستوي التعليم والدخل..كانوا 22 متعلم لحظة الاستقلال..22 فقط.. أو نكمل فى المسار الوطنى المزعوم وسط زبانيتك في الإعلام للتجهيز لتغير دستورى ..وفى الوقت نفسه انظر علي الجارة الحدودية لبوتسوانا..دولة اختارت حكم الزعيم الملهم.

.لا معارضة ولا إعلام يقض مضجع الرئيس لمدة 30 سنة..وبعد ما كانت عملة بلده مع توليه السلطة تفوق الدولار الأميركي، انتهت إلي أن يصبح ال 50 مليار تريليون منها تساوي دولار أميركي واحد ومعدل بطالة يصل إلي 95% ..بص علي زيمبابوي..احفظ ملامح انهيارها..مش هنبقي في نهاية حكمك، الذي يستعد للإطباق علي صدرنا لعقود مقبلة، أفضل منها.

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

خراب فلسطين

اعتذار ومحبة إلى فلسطين.. للكاتبة نجمة عمر علي

بقلم: نجمة عمر علي بالنيابة عن شعبي وبالنيابة عن تراب وطني، أعتذر منك يا فلسطين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *