عيون المجلس سياسية ،اقتصادية ،اجتماعية ،ليبرالية شاملة
إسراء محمد
صورني شكرا مرض العصر والألفية التالتة الحديث هو هوس الصور. كل الناس وكل الأجناس بكل الأعمار بقوا مرضى الكاميرا البروفيشنال والميجابكسل والسيلفي. أحمد زكي في فلم أضحك الصورة تطلع حلوة كان بيقول أن أصعب مهنة هي مهنة المصور لأن محدش بيرضى صورته تكون أقل من المتوقع . كله عايز صورته تبقى حلوة مهما كان. الصور بقت الهم الوحيد اللي بيشغلنا في الخروجه أو في أي مناسبة. دايما عينينا بتدورعلى أحسن مكان نتصور فيه وأحسن وضعية وأحسن لبس علشان ننقي أحسن صورة ننزلها في مواقع التواصل الإجتماعي. فجأة الصور بقت الدليل على الحياة الإجتماعية بكل مواقفها. الرغبة دايما في أن صورتنا تبقى حلوة قدام نفسنا وقدام الناس بقت إحتياج نفسي جماهيري زي المية والهواء. ومش مهم بقا حالتنا الحقيقيه المخفية ورا الصور دي إيه. ومن هذا المنطلق بقينا نحكم على بعض أحكام ملهاش أساس من الصحة.ومن هنا إتولد من جديد الحقد والغيرة والمشاكل والحسد وهلم جرا . تعددت النوايا بس الفعل واحد . في ناس بتتصور علشان تثبت لنفسها إن كل شئ على ما يرام وبالرغم من كل الظروف هي لسه قادرة تضحك. في ناس عايزة تزود ثقتها في نفسها إنها حلوة أو إنه شيك ورياضي. في ناس بتتصور علشان تغيظ حد بشئ معين وناس تانيه بتتصور لما يحصلها حاجه وحشة علشان ترد العين والحسد . وفي ناس بتتصور علشان الكل بيتصور ويشيِر الصور فبتقلد أو بالأخص بتتعدي لأنه مرض معدي . هوس الصور خلانا نتعمي عن جمال المكان اللي إحنا فيه وعن دفء القعده مع أحبابنا. فكرة الصور إنك تشوف نفسك على مر الأعوام إزاي كبرت وإزاي إتغيرت؟ إزاي استفدت وإزاي إنجرحت؟. الفكرة الأصلية من الصور ببساطة هي تسجيل لحظه معينة بتحمل مشاعر أكتر بكتير من كونها ألوان وأشخاص وأماكن. علشان كده شروط الصورة الحلوة بجد مش الكاميرا ولا المكان شرطها الوحيد هو ضحكه حقيقيه وبس.
