الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤

رئيس مجلس الادارة : أحمد أحمد نور

نائب رئيس مجلس الادارة : وليد كساب

رئيس التحرير : محمد عبد العظيم

أخبار عاجلة

ذئب السهول … الخافان الاعظم – جنكيز خان ( الجزء الثانى .. بداية الامبراطورية )

ذئب السهول … الخافان الاعظم – جنكيز خان ( الجز ء الثانى .. بداية الامبراطورية )

2

متابعه عمرو الديب

بداية حياته وأسرته

لدى تيموجين ثلاث أخوة من أمه وهم جوجي قسار وقاجيون وتيموجي وأخت اسمها تيمولين، أما اخوته من أبيه فهم بختير وبلكوتي وكما هي أوضاع الكثير من قبائل المغول، فإن بداية حياة تيموجين كانت قاسية، حيث جهز له والده زوجة وأخذه في سن التاسعة إلى العشيرة التي بها زوجة المستقبل بورته وهي تابعة لقبيلة أونجيرات. بقي تيموجين هناك في خدمة والد زوجته (داي سيجين) حتى بلوغه 12 عاما وهو سن الزواج. أما والده فقد مات عند مروره على اعدائه التتار المجاورين لقبيلته في طريق عودته إلى قبيلته، حيث قدموا له طعاما مسموما فمات من فوره، وكان ذلك سنة 570 هـ / 1175 م. وما أن وصل الخبر تيموجين حتى عاد إلى أهله مطالبا بمنصب والده كونه الوريث الشرعي لرئاسة قبيلته، وكان عمره آنذاك 9 سنوات وقيل 13 سنة ولكن القبيلة رفضت الدخول في طاعته بسبب صغر سنه. فانفضت القبيلة عن أولين وأبنائها، وتركوهم بدون حماية.

جنكيز خان وطغرل خان. صورة من القرن الخامس عشر، مخطوطة لكتاب جامع التواريخ
آلت حالة اولين وأطفالها لعدة سنوات إلى بؤس مدقع، ولكي يستمروا في الحياة فقد اقتاتوا على الثمار البرية وما يصطاده تيموجين واخوته من الأسماك والحيوانات من طرائد السمور وفأر البر والثعلب الأسود، وأكلوا جثث الثيران. وقد كان في استطاعة تيموجين البقاء ثلاث إلى أربعة أيام بدون طعام، وكان يشعر بألم الجوع قبل أن يعثر على طعام جديد. وفي احدى رحلات الصيد قتل تيموجين أخيه غير الشقيق بختير بسبب مشاجرة على الخلاف حول غنائم الصيدوقيل أنه سرق من تيموجين طيرا وسمكة فقتله دون شفقة أو رحمة وقد لامته أمه بقوة واتهمته هو وأخوه قسار بأنهما مجرد قتلة وتدل تلك الحادثة الأليمة على ماكانت تعانيه تلك الأسرة من البؤس وشظف العيش وماتكابده من آلام الجوع والحرمان وقد تعرض في سنة 1182 للأسر على يد زعيم قبيلة الطايجيت حلفاء والده السابقين، فحبسوه عندهم واستعبدوه، ولكنه تمكن من الهرب بمساعدة أحد الحراس المتعاطفين معه الذي أصبح والد أحد قواده في المستقبل وهو تشيلاون. وبسبب هروبه من الطايجيت اشتهر وانتشر اسمه بسرعة بين القبائل.

3
لم يكن في هذا الوقت أيا من الاتحادات القبلية في منغوليا لها كيان سياسي، وكانت أغلب مصاهراتهم وزيجاتهم هي لترسيخ تحالفات مؤقتة. كبر تيموجين وهو يراقب المناخ السياسي المعقد في منغوليا والذي اشتمل على الحروب القبلية والسرقة والغارات والفساد واستمرار أعمال الانتقام التي تجري بين تلك التحالفات، ويفاقم الأمر سوءا التدخلات الأجنبية مثل الأسرة الحاكمة الصينية في الجنوب. تعلم تيموجين من والدته أولين العديد من الدروس حول عدم استقرار مناخ منغوليا السياسي، خاصة ان هناك حاجة ملحة للتحالفات. واضطر تيموجين إلى الدخول في تبعية حليف والده وانغ طغرل خان زعيم الكرايت للاحتماء به
وكما كان ماقد رتبه والده من قبل، حيث زوجه من بورته من قبيلة أونجيرات عندما كان بسن 16 وذلك لتقوية التحالف بين كلا القبيلتين. وكان لبورته أربعة أبناء وهم: جوجي (1185-1226)، وجغتاي (1187-1241) وأوقطاي (1189-1241) وتولوي (1190-1232). وقد خطفت قبيلة الميركيت بورته بعد زواجها من تيموجين بفترة قصيرة، واتخذها أحدهم زوجة له. إلا أن تيموجين تمكن من انقاذها بمساعدة كلا من جاموغا صديقه ومنافسه في المستقبل وسيده طغرل خان زعيم الكرايت. وقد أنجبت ولده جوجي بعد تسعة أشهر من الحادثة مما خيم على مسألة أبوته. ومع التكهنات حول جوجي وعلى الرغم من أن تيموجين قد اتبع التقاليد واتخذ عدة زوجات إلا أن بورته ظلت الإمبراطورة الوحيدة، فقد كان لجنكيز خان عدة أبناء من زوجاته الأخرىات وأسمائهم موثقة -عدا البنات- لكنه استبعدهم من خلافة حكمه. وعرف عن أسماء البنات ست على الأقل مما لعبوا دورا كبيرا وراء الكواليس خلال حياته، إلا أنه لا يوجد أي وثيقة باقية تثبت عدد أو أسماء البنات اللاتي ولدن من أزواج جنكيز خان.
اعتبر تيموجين أن الولاء له قيمة مقدمة على أي شيء آخر وكان أيضا يحترم الأخوة والصداقة وقد كان جاموغا أحد أشد أصدقاء تيموجين قربا له، ولكن تلك الصداقة تعرضت لاحقا لاختبار عنيف بينهما، فعندما كان تيموجين يحارب ليصبح خانا على جميع المغول قال له جاموغا قبل أن يقتل:” مالفائدة التي ساجنيها عندما أصبح مرافقا لك؟ بل على العكس لأخوة اليمين سأطارد أحلامك في الليلة السوداء، وسأسبب لقلبك المتاعب في أيامك المشرقة. سأكون قملة تحيط بطوقك، وسأكون سندانا على بابك…وبما ان هناك مكان لشمس واحدة في السماء، سيكون هناك مكان لخان واحد للمغول”.
-: الديانة
يعتقد وعلى نطاق واسع أن ديانة جنكيز خان كانت شامانية، وهو دين كان منتشر جدا بين قبائل المغول-الترك الرحل في آسيا الوسطى. فكتاب التاريخ السري للمغول يروي أن جنكيز كان يصلي إلى جبل برخان خلدون. لكنه مع ذلك فقد كان متسامح جدا بالدين ومن المهتمين في تعلم الدروس الفلسفية والأخلاقية من الأديان الأخرى. للقيام بذلك فقد كان يستشير الرهبان البوذيين ورجال الدين المسلمين والمبشرين المسيحيين، والراهب الطاوي شوجي تشيو.

-: توحيد القبائل وتأسيس الامبراطورية

1

قسمت هضبة آسيا الوسطى و(شمال الصين) في زمن تيموجين (أوائل القرن 13) إلى عدة قبائل متحدة أو كونفدراليات منها قبائل الميركيت والنايمان والتتار وخاماق المغول والكراييت، التي كانت كل منها بارزة بذاتها ولكنها في كثير من الأحيان غير ودية تجاه بعضهما البعض كما يتضح من الغزوات الفجائية ربما تكون للنهب وأحيانا انتقامية.
بدأ صعود تيموجين البطيء نحو السلطة حيث قدم نفسه حليفا (أو تابعا وفقا لمصادر أخرى) لزعيم قبيلة الكراييت طغرل صديق والده العزيز (وتسمى تلك الصداقة اخوة الدم). وقد دعمت تلك العلاقة عندما خطف الميركيتيون بورته زوجة تيموجين، فطلب تيموجين مساعدته، فاستجاب له بإعطاء تابعه 200,000 مقاتل من الكرايت، واقترح بأن يشرك معه صديق طفولته جاموقا، الذي أصبح بعد ذلك خانا على قبيلته. بالرغم من نجاح تلك الحملة التي أدت إلى تحرير بورته وهزيمة المركيت الشديدة، إلا أنه مهد طريق الانقسام بين أصدقاء الطفولة جاموقا وتيموجين. فقد كان تيموجين قبل ذلك قد تعاهد مع جاموقا عهد الدم، وأن يظلا أوفياء لبعضهما البعض إلى الأبد.
بعد أن استتب الأمر لجنكيزخان اتجه إلى إصلاح الشئون الداخلية، فأنشأ مجلسًا للحكم يسمّى “قوريلتاي” سنة (603هـ=1206م) ودعاه للاجتماع، وفيه تحددت لأول مرة شارات ملكه، ونظم إمبراطوريته، ووضع لشعبه دستورًا محكمًا يسمى “قانون الياسا” لتنظيم الحياة، بعد أن رأى أن الآداب والأعراف والتقاليد المغولية لا تفي بمتطلبات الدولة الجديدة، ولم تكن مدونة، فأعاد النظر في بعضها، وقبل بعضها الآخر، ورد ما رآه غير ملائم، وتناول الدستور أمورًا متعددة لتنظيم الحياة بالدولة الناشئة، وألزم أجهزة الدولة بتطبيق بنودها والعمل بموجبها، وشدد على معاقبة المخطئين.
كان توزيع الخصوم الرئيسيون في اتحاد المغول الكونفدرالي (أو مايعرف “بالمغول”) بداية القرن 13 كما يلي: النايمان غربا والمركيت في الشمال والطانجوت جنوبا وفي الشرق يوجد التتار وأسرة جين الصينية. ولم تأتي سنة 1190 حتى تمكن تيموجين من تكوين اتحاد منغولي مصغر من اتباع ومستشارين. وتمكن من خلال حكمه وغزوه للقبائل المتناحرة من كسر تقليد بين المغول والغاءه نهائيا، ذلك أن توزيع المناصب يكون على أساس الولاء والكفاءة وليس حسب الروابط الأسرية، وهو حافز للطاعة المطلقة واتباع قانونه المسمى الياسا، وكان تيموجين يعد الأهالي والجنود بالرخاء من غنائم محتملة لحروب مستقبلية. فعندما يهزم القبيلة المناوئة له فإنه لايطرد جنودها ويهين القبيلة، بل كان يجعل ماتبقى من القبيلة التي غزاها تحت حمايته ويشرك أبنائها في أمور عشيرته. بل حتى أن والدته كانت تجمع أيتام القبائل التي غزاها وتجعلهم من ضمن الأسرة. من وحي تلك الابتكارات السياسية تمكن من أن ينال ولاء عظيما بين القبائل التي غزاها، وهذا جعل تيموجين يزداد قوة بعد كل نصر يحرزه .

عن عيون المجلس

شاهد أيضاً

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

رحلت اليوم عن عالمنا الفنانة القديرة ناهد رشدى

كتبت/ هاجر الديب لا تزال أصداء خبر وفاة الفنانة ناهد رشدى متواترة في الوسط الفني، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *